كان الأجدر بالشهيدة الحية التي لطالما إفتخرنا بموضوعيتها وبمواقفها وبإنسانيتها أن تتحرى المعلومات قبل أن تعكس لنا طائفيتها "وعلى العلن " .
ما كتبته مي على تويتر عقب الجريمة الوحشية التي طالت جورج الريف والتي نستنكرها مسيحياً وإسلامياً ولبنانياً وإنسانياً ، شكل صدمة ، فأن تأخذ مي للجريمة بعداً طائفياً مستهدفة الإسلام عامة والشيعة خاصة وبناء على مواقف مسبقة ، يشكل الشذوذ الفكري والعقائدي وحالة الإزدواجية بين ما كانت تصرح به وبين ما هي عليه بالواقع .
مي كتبت :
"مطاردة طارق يتيم لجورج الريف وقتله طعنا بالسكين في الجميزة مقرف.هل كان مسيحي أقدم على ملاحقة أحد في مناطق من غير بيئته؟اكيد لأ.طفح الكيل. "
فمن هو "المقرف" بحسابات الشدياق ، هو المسلم الذي إتهمته بجريمة لا ناقة له فيها ولا جمل ، فطارق هو مسيحي ، وليس من الديانة التي هاجمتها شدياق متناسية تعاليم مدرسة الحريري التي لطالما أطلقت الشعارات على أنها من خريجيها وطنياً .
وتابعت مي على تويتر الذي أصبح مساحة لدواعش الإعلام :
"شكرا لطارق يتيم على هذه الهدية الرمضانية.هل روى غليلك قتل جورج الريف بالسكين وتيتيم عائلته؟اقل ما يجب أن تفعله الدولة بك هو تعليق مشنقتك"
مصرة على إسلامية طارق عبر حشر مصطلح "رمضان" ...
إختلاط الإسم على مي ، وتحويلها جريمة "وحشية " لا علاقة لها بطائفة او مذهب ، ليس هو القبح الوحيد الذي جاهرت به، بل الأقبح هو إصرارها على موقفها "غير المبرر " وعدم إقدامها على الإعتذار من المسلمين بعدما عرفت أنّ الجريمة مسيحية - مسيحية !
ويبدو أنّ مسلمي تويتر أكثر وعياً من شدياق فهم لم يردوا اتهاماتها إليهم بنفس أسلوبها الطائفي بل نقدوها وأظهروا لها أنّ الجريمة "الملعونة" لا بعد ديني لها ....
عندما يسقط الإعلامي بضيق الطائفة ، تسقط مصداقيته ، مي شدياق "كنتِ" رمزاً ، أمّا اليوم فتجلت الحقيقة ...
من نقدك الأخير والمتداعي لقوى 14 آذار وصولاً لموقف من طارق الذي حسبته مسلماً ، ظهر لنا من هي مي شدياق، وأنّ عبارة الوطن أكبر من الجميع لا تنطبق عليها ، فمسيحية مي هي أولاً وليحترق الوطن بكل أطرافه إن إضطر الأمر .