إنتهى التوحد الإيراني السعودي على هلال شهر الصيام، إلى الإختلاف على هلال عيد الصيام، ليظهر مرة أخرى بأنّ النهايات ليست كالبدايات، وكأنّ الخلاف على عيد الله الأكبر، أصبح قدراً للمسلمين، لا يمكن التخلص منه.
استذكر أنّ المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله خلال آخر حديث الأربعاء له في شهر شعبان المعظم، عام 1998 وردّاً على سؤال حول بداية شهر رمضان المبارك، أكد على أن السبت المقبل سيكون أول أيام شهر رمضان ، ثم شرح أدلته ومبناه العلمي لولادة الهلال وإمكان رؤيته، وفي آخر الحديث أشار الى أنّ مركز الجيوفيزيا التابع لجامعة طهران، أيضاً أعلن بأنّ السبت هو أول أيام الشهر المبارك، خلافاً لما أعلنه الإعلام الرسمي الإيراني التابع للمرشد الأعلى الذي استقر رأيه على يوم الأحد، كأول أيام شهر رمضان في تلك السنة.
وفعلاً كان هكذا وعند ما راجعت البيان الصادر عن ذاك المركز، وجدت أن رأيه يختلف عن رأي الولي الفقيه، لأنه كان يعتمد على أسس علمية فلكية دقيقة.
وهنا لم تنتهِ القصة، حيث أنّ في تلك السنة، أُعلن العيد في إيران، ولم يكتمل إلا 28 يوماً من شهر رمضان، ويوم التالي كان أول شهر شوال. ثم طُلب من المؤمنين أن يقضوا صوم يوم تعويضاً عما فاتهم من بداية الشهر.
وبدل أن يعتبر المراجع الدينيين، من عدم إكتراثهم بالمعايير العلمية التي يتبناها ذاك المركز العلمي الجامعي المرموق، ويعتمدوا على معطياته في السنوات المقبلة، تمّ إقصاؤه من قضية تحديد المواقيت، ليقوم مكانه إرسال الطائرات الى الجو، والخروج الى خارج المدن للإستهلال.
يبدو أن موضوع الإستهلال، خارج عن إختصاص الفقهاء عموماً وأنه تابع للحسابات الفلكية الدقيقة، وحتى الفقهاء يجب أن يراجعوا المختصين في هذا الشأن وهذا ما كان يجيده المرجع الراحل السيد فضل الله كعادته في الرجوع الى الخبراء في القضايا الفقهية المتصلة بالمعطيات العلمية، التي يتعذر على الفقيه تشخيص المصداق بالرغم من معرفته للحكم. ولكن معظم الفقهاء والمراجع الدينيين، لحد الآن يكتفون بالذات، بدل تفويض الموضوع إلى أهله.