ريتا فرنسيس ( 42 عاماً ) هي أم لثلاثة أولاد ، سقطت ضحية سرعة السير المتهورة والغير واعية ، ريتا قتلت أمام عيون إبنها إبن الأعوام التسعة الذي يعيش اليوم لوعة المأساة ولعنة اللحظة التي سمحت بقتل والدته دهساً ثلاث مرات ، في دولة عاجزة عن حماية حياة البشر وعن القصاص لهم ، لتصبح الأرواح تحت رحمة "الطيش" رخيصة لا قيمة لها إلا في أذهان وقلوب عائلتهم ، حيث لا محاسب لحقهم .
هذه دولة البطولات الوهمية صاحبة الخطط الأمنية الهشة ، صاحبة القوانين الضعيفة العاجزة عن توقيف قاتلين تسببا بقتل إمرأة لا ذنب لها غير أنها في بلد لا يحاسب على التهور ..
صحيح أن الخوف هو الذي دفع القاتلة إلى الهروب ، هذه القاتلة التي لم تصدم ريتا فقط بل كررت دهسها لثلاث مرات عمداً ، ومع أنه تم التعرف على السيارة وصاحبها ورقم لوحتها ، وعلى الرغم إلى وضوح الأدلة والمعطيات المتوفرة وشهادة الشهود وتسجيلات الكاميرات الموجودة في الشارع الذي حصلت فيه الجريمة ، غير أنّه ما زالت القاتلة حرة طليقة وما زال ابن ريتا وبعد مرور أسبوع على الحادثة المروعة يتساءل بأي ذنب تقتل أمه ولا يحاسب قاتلها ؟
القاتل الذي قتلها مرتين ، فريتا بقيت على قيد الحياة عند الضربة الأولى ولو وقفت الجانية سيارتها لنجت ريتا التي لم يرحمها صراخها ولم يحمها من الموت ، لتتكرر عملية ضربها من دون أي شفقة من السائقة التي عمدت إلى دهسها مرتين إضافيتين ، لتفارق ريتا الحياة أمام عيون طفلها ، الذي لم تسعفه دموعه ولا الرجاء في إنقاذ أمه .
هي الدولة اللبنانية التي تثبت في كل مرة أن الحمايات السياسية أقوى وأهم من أرواح البشر ، فكيف لقوى أمنية لم تحمِ روحاً تحت التراب وتعاقب الجاني ، أن نثق لها وبأدائها ؟
حاسبوا قاتل ريتا لنصدق قوانينكم من السير لغيره؟
وأعيدوا لنا الثقة في دولة "كادت تفقد شرعيتها الإنسانية "
دولة أضافت العار على كل مسؤول في الدولة اللبنانية متورط بمنع توقيف المسؤولين عن قتل ريتا في جبيل ..