رأى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني في أول تعليق له على الاتفاق النووي بين ايران والسداسية الدولية، ان صفحة جديدة في تاريخ المنطقة جرى فتحهها، موضحاً بأن المفاوضات لم ترتكز على أساس أن هناك رابحاً وآخر خاسراً وإنما الجميع رابح، مؤكداً "ان جميع العقوبات ستزول في اليوم الذي يدخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ"، ومضيفاً "أنا سعيد للغاية بهذه المباحثات وتوصلنا لمرحلة جديدة مع الغرب".
وفي كلمة متلفزة وجهها عصر اليوم الثلاثاء الى الشعب الايراني بعد ابرام اتفاق بين ايران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الايراني في فيينا، قال الرئيس روحاني "ان الصفحة الجديدة التي فتحت في تاريخ المنطقة مبنية على أساس الحوار"، مؤكدًا "ان طريق حل الأزمات في العالم يأتي عبر الحوار".
وأضاف روحاني "ان نصّ الاتفاق يعرض على مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليه والاتحاد الأوروبي سيلغي كافة أنواع الحظر على إيران بعد شهرين من مصادقة مجلس الأمن كما ستلغى القيود على استيراد أنواع من الأسلحة في غضون 5 سنوات".
وتابع القول "كانوا يرفضون التحدث بتاتاً بِشأن بقاء منشأة فوردو، بينما الاتفاق ينصّ على استمرار العمل في المنشأة بألف جهاز للطرد المركزي، كما ان الاتفاق النووي يسمح لمفاعل أراك بمواصلة العمل بالماء الثقيل، في حين كان الغربيون يرفضون استمرار نشاطه مطلقاً".
وتطرّق روحاني الى مسيرة المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1، وقال: "كان يتعيّن علينا تمهيد الأرضية السياسية للمفاوضات النووية وكنّا نتابع حواراً جاداً للتوصل إلى اتفاق وفقاً لمصالحنا الوطنية".
وتابع: "تم طرح فكرة "الإيرانوفوبيا" في العالم عبر الترويج لرغبة إيران بامتلاك السلاح النووي وهذا غير صحيح"، موضحاً "أعلنت منذ أداء القسم الرئاسي بأن الغرب يستطيع التعامل معنا اذا نبذ أسلوب الاذلال".
وصرّح الرئيس روحاني: "لم ترتكز المفاوضات على أساس أن هناك رابحاً وآخر خاسراً وانما الجميع رابح".
وتابع القول: "كان هدفنا من المفاوضات الابقاء على البرنامج النووي الإيراني وإخراج الملف النووي من الفصل السابع وإلغاء كافة أنواع الحظر على ايران".
وأشار الرئيس روحاني الى ان الغرب كان يريد اقتصار العمل على 4 آلاف جهاز طرد مركزي في إيران، وقال: "اليوم مع توقيع الاتفاق النووي لدينا أكثر من 6 آلاف جهاز طرد مركزي".
ولفت الى ان القضية الاهم كانت صمود الشعب الايراني، وقال: "ان الشعب حصل على النتيجة المرجوة من المفاوضات"، وأضاف "ان حكومته وخلال العامين الاخيرين استطاعت ضبط التضخم ورفع مستوى النمو الاقتصادي".
وتطرّق الرئيس روحاني الى المواقف التي أعلنها للشعب الايراني خلال الانتخابات الرئاسية، وقال: "ان الشعب الايراني أعلن بصراحة أنه يختار حكومة تحفظ المنجزات النووية عبر سبل سلمية ودبلوماسية"، مؤكداً ان "الإيرانيين موحدون فيما يخص القضايا الوطنية وعلى رأسها التقنية النووية".
وأكد روحاني "ان الشعب الايراني معروف عنه الالتزام بوعوده وإيران ستلتزم بالاتفاق النووي إذا التزم به الطرف الآخر"، لافتاً الى انه "يمكن للاتفاق أن يشكّل أرضية لبناء جدار الثقة بين الطرفين".
وفي معرض كلمته، أشار الرئيس روحاني الى العلاقات الايرانية مع دول الجوار، وقال: "ان على دول الجوار أن لا تخضع للدعاية الصهيونية وأمننا مشترك دائماً"، مؤكداً ان اليوم هو بداية لصفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة، وتابع القول: "الكل فرحون بما وصلنا اليه برغم الجهود الحثيثة لـ"اسرائيل" لافشال هذه المساعي السلمية".
وأشار الى انه لن تكون أي قيود على توجيه انتقادات الى أداء الفريق النووي الايراني، وقال: "لا مانع من توجيه الانتقادات البناءة، الاّ انه لن نسمح بقتل الأمل الذي ولد بين أبناء الشعب الإيراني"، مؤكداً ان "قائد الثورة الإسلامية كان لنا مشعلاً ومناراً خلال المفاوضات".