البارحة اشتعلت الجمهورية الإيرانية بالتهليلات والأفراح عمت الساحات والشوارع بسبب توقيع الإتفاق النووي فجابت شوارعها الشباب والصبايا محتفين بهذا الإنجاز وبينما هم كذلك كانت هناك أمهات من الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب تنتظر بدموع الشوق جثة إبنها وربما كانت هناك امهات تستقبل إبنها المحمل بتابوت وتنعيه.
نعم..هذا ما حصل البارحة، فإيران التي تستغل شباب "حزب الله" من أجل تنفيذ مشروعها في البلدان العربية (اليمن-العراق-سوريا-لبنان)، لم تراع وضع الحليف الذي أصبح مسؤولا أمام أهالي "الشهداء" عن كثرة أعداد التوابيت الخشبية.
ففي حين كانت ترفع البارحة علامات نصر في إيران كان هناك دمعة أم في الضاحية الجنوبية تحترق حنينا على ولد لم تفرح به، وفي حين كانت الأعلام الإيرانية ترفرف بأيدي الشباب الإيراني كان هناك رايات صفراء اللون تدعو للموت أو تلتف حول جسد فتى في ربيع العمر في لبنان، وفي حين كانت فئة الشباب تجوب شوارع الجمهورية الإسلامية كانت الضاحية الجنوبية هامدة، مكفهرة اللون، تنزف على كواكب تزف إلى القبور كل يوم ولا ذنب لها سوى أنها صدقت أسطورة الدفاع المقدس وحماية المقدسات الدينية ودفع الخطر عن لبنان، إلا أن قادتهم يعلمون أنهم يرسلونهم إلى الموت واحدا تلو الآخر وأيقونة تلو الأيقونة لأجل ضمان تمدد إيران على حساب شبابنا ولأجل بقاء مرسل براميل الموت إلى أطفال موطنه.
فإلى متى ستبقى الطائفة الشيعية مرتدية السواد وإلى متى ستبقى أمهات الشباب خائفة من عدم رجوع ولدها؟
ألم يحن الوقت للوقوف في وجه الموت وإعطاء شبابنا فرصة العيش؟ ألم يحن الآوان للإنتفاضة في وجه إيران ونصرخ عاليا:لما نحن؟ لما شبابك تحتفل بينما أولادنا تحت التراب لأجلك؟ ولما فلذة أكبادنا تذوب كشمعة لأجل وطن غير وطننا؟
كفانا ألما وكفانا حزنا، آن الآوان لنعيد أحباءنا إلى طريق الصواب، ولنسترجعهم سبات أفكار الجهل، لنعيدهم ورودا متفتحة ضاحكة إلى أحضاننا قبل أن نستقبلهم ورودا ذابلة.