إن الإتفاق النووي ينقل العالم العربي الدموي من مرحلة الربيع ، لمرحلة التسويات الأميركية الإيرانية ، فبهذه الورقة التي أقرت بها إيران ، تحولت من دولة سيادية القرارات إلى دولة ممنهجة أوروبياً ، ومدجنة أميركياً ....
وهذا الإتفاق سينعكس حتماً على سياسات المنطقة العربية الخاضعة للتدخل الإيراني ، إن عبر دعمها للنظام السوري ولحزب الله في الحرب القامعة للشعب ولثورته ، أو من خلال دعمها للحوثيين في اليمن في موقف مواجه للمملكة العربية السعودية .
فمواقف إيران من المنطقة العربية أصبحت محسوبة دولياً ، فمن تصنفه أميركا والدول الست على أنه "إرهاب" على إيران النووية أن تعتبره إرهاب ، أو أقله أن تتخذ منه موقف الحياد فلا تدعم أنظمة ولا مقاتلين إلا من يعترف بهم المجتمع الدولي .
وهنا نجد أن الدولة الإيرانية أصبحت أمام مفترقين ، الأول التملص من الأزمة السورية المتمثلة ببشار وحزب الله اللبناني ، والثاني ، التخلي عن الحوثيين والذين ما كانوا إنجروا لحرب لولا تحريض إيران ودعمها .
ولعل كلمة الرئيس روحاني التي عقبت الإتفاق والتي صرّح من خلالها أنّ الإتفاق النووي هو بوابة الحلول لكافة الأزمات وأنّ الحوار هو الحل ، خير دليل على نهج إيران الجديد إزاء الأحداث في المنطقة .
ويبدو من الجهة السورية ، أنّ كل من بشار والحزب يستعدان للخروج الإيراني من ملعبهم ، فسيد المقاومة سبق وصرح في إحدى إطلالته السابقة والتي كانت ضمن مرحلة التفاوض ، أنّه لن يتخلى عن سوريا مقصياً الداعم الإيراني . أما على صعيد الحوثيون ، فالتسوية النووية ستؤدي حتماً لتسوية ، يمنية - يمنية ، ويمنية سعودية ، حيث أن الإمدادات العسكرية التي ترسلها إيران لهم ، ستتوقف حتماً ...
فهل ينعكس الإتفاق النووي بدوره على لبنان ، وهل يأخذ المجتمع الدولي من إيران ورقة ضاغطة للوصول لتسوية لبنانية ؟