سيكون الموسم الجديد 2016/2015 فاصلاً للنجمين ليونيل ميسي مهاجم برشلونة وغريمه كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد في إمكانية استمرارهما على عرش الكرة العالمية وتنافسهما بشكل دائم على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم التي شهدت حضور دائم للاعبين في القائمة الثلاثية المرشحة على مدار 9 سنوات.
ففي عام 2007 فاز بهذه الجائزة النجم البرازيلي ريكاردو كاكا لتألقه بقميص ميلان الإيطالي، قبل أن يتبادل رونالدو وميسي الجائزة 7 مرات، بواقع 4 مرات متتالية للبرغوث الأرجنتيني خلال الفترة من 2009 إلى 2012 مقابل 3 مرات للدون أعوام 2008 و2013 و2014.
ولكن هناك بعض الصعوبات التي تهدد استمرار احتكار ميسي ورونالدو على هذه الجائزة، رغم أنه على أرض الواقع أن ساحر البارسا هو الأقرب للفوز بالجائزة هذا العام بعد قيادته الفريق الكتالوني للفوز بثلاثية الدوري وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، بينما خرج كريستيانو رونالدو خالي الوفاض، واكتفى بحصد جائزة الحذاء الذهبي للمرة الرابعة والبقاء على صدارة هدافي "الليغا" للعام الثاني على التوالي برصيد 48 هدفاً ليفوز بالبيتشتشي للمرة الثالثة، كما بقى على صدارة هدافي دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي، ولكنه تقاسمها هذا العام مع ميسي ونيمار برصيد 10 أهداف.
ولكن أبرز الصعوبات التي ستواجه ميسي في مطلع الموسم الجديد، هي الطعنة النفسية التي تلقاها بعد خسارته لقب كوبا أميركا بركلات الترجيح أمام تشيلي، ليظل "البرغوث" تحت ضغط الفشل الدائم مع راقصي التانغو.
إلا أن ميسي سبق أن تجاوز أزمة مماثلة وأكثر وطأة العام الماضي بعدما فقد لقب كأس العالم بالخسارة في النهائي أمام ألمانيا، ولكنه انتفض ليستعيد أمجاده مع البارسا وساهم بقوة في التتويج بالثلاثية، وأمامه فرصة ثمينة بتكرار إنجاز عام 2009 بالفوز بالسداسية، حيث يتنافس "البلوغرانا" على 3 ألقاب جديدة هذا العام هي السوبر الأوروبي والسوبر الإسباني وكأس العالم للأندية.
سيناريو الصعوبات الذي يهدد كريستيانو رونالدو مختلف نسبياً، بل وله جوانب عديدة، أبرزها عامل السن، حيث كسر النجم البرتغالي حاجز الثلاثين عاماً، ويبقى الحفاظ على مستواه البدني ولياقته القوية التحدي الأكبر أمام استمرار قائد منتخب البرتغال على القمة رأساً برأس مع ميسي.
كما يواجه كريستيانو رونالدو مشاكل داخلية تحيط بأسوار نادي ريال مدريد، وغضبه من إدارة النادي بسبب التفريط في النجوم الكبار مثل إيكر كاسياس الذي رحيل إلى بورتو البرتغالي والشكوك التي تحوم حول بقاء سيرخيو راموس في ظل اهتمام نادي مانشستر يونايتد بضمه.
ودخل رونالدو في عدة صدامات مع مسؤولي "الميرينجي" بسبب تفريطهم في نجوم مثل آنخيل دي ماريا ومسعود أوزيل ببيعهما إلى ناديي آرسنال ومانشستر يونايتد الإنكليزيين، حيث يعتبرهم "الدون" السند الحقيقي والفني له داخل أرض الملعب، نجح رونالدو في تجاوز جزء من الأزمة بعد رحيل أوزيل، حيث توج بدوري الأبطال وكأس الملك العام الماضي، ولكنه لم يصمد كثيراً أمام رحيل آنخيل دي ماريا في ظل عدم انسجامه الواضح مع "النفاثة" الويلزي جاريث بيل.
وهناك صعوبات مشتركة تواجه ميسي ورونالدو، وهي أن الساحة العالمية لم تعد خالية لهما، بل إن هناك نجوم واعدة باتت تفرض نفسها بقوة على الكرة العالمية مثل إيدين هازار نجم تشيلسي ومنتخب بلجيكا الذي قاد "البلوز" للتتويج بلقبي الدوري وكأس الرابطة هذا العام، ونال جائزة أفضل لاعب في "البريميير ليغ" من الجماهير والنقاد، وكذلك البرازيلي نيمار الذي كان عنصر مؤثر للغاية في تتويج البارسا بالثلاثية بتشكيل ثلاثي خطير "MSN"، ولكن قائد السامبا لوث موسمه الرائع بتصرف مثير للجدل مع منتخب بلاده في كوبا أميركا بالاعتداء على أحد لاعبي كولومبيا، ليتم إيقافه 4 مباريات ويتسبب في إنهاء مشوار منتخب السامبا مبكراً في البطولة بالخروج من دور الثمانية أمام باراجواي بركلات الترجيح.