بدأ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين محادثات طال انتظارها لتشكيل حكومة ائتلافية بعد تحذيره أحزاب المعارضة من تناول دور الرئيس رجب طيب إردوغان في العملية السياسية.  

وألمحت أحزاب المعارضة إلى أنها تريد أن يبتعد إردوغان عن العملية السياسية اليومية كشرط لمشاركتها في أي حكومة ائتلافية في ضربة لرجل يعتزم تحويل الرئاسة الشرفية إلى منصب تنفيذي قوي.

  وعلى الرغم من دعوات إردوغان المتكررة من أجل تشكيل حكومة جديدة سريعا أشار بعض المسؤولين الكبار إلى أن من مصلحته هو وحزب العدالة والتنمية أن تفشل محادثات تشكيل ائتلاف وأن تجري انتخابات جديدة.  

وأجرى داود أوغلو الجولة الأولى من محادثات تشكيل ائتلاف يوم الاثنين مع كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا.
  ووصف داود أوغلو المحادثات بانها "صادقة" و"ودية" ولفت إلى انه وكليتشدار شددا على ضرورة تشكيل حكومة ائتلاف سريعا لكنه أضاف أن النقاشات لم ترق إلى المفاوضات الرسمية.

وفي وقت سابق لفت داود أوغلو للأحزاب المعارضة التي تريد إلى أن يتوقف إردوغان عن ترؤس اجتماعات الحكومة إن رفض الدور الفاعل للرئيس سيحكم على مفاوضات الائتلاف بالفشل.

  ونقلت صحيفة "ميليت" عن داود أوغلو قوله في تصريحات للصحفيين على متن طائرته أثناء عودته بعد زيارة للبوسنة في مطلع الأسبوع "إثارة مسألة شرعية رئيسنا أو احترام منصبه سيخرب محادثات الائتلاف من البداية."   ورغم حظر دستوري على مشاركة رئيس الدولة في سياسات حزبية إلا أن إردوغان حول الانتخابات إلى استفتاء على طموحاته الشخصية بتشكيل رئاسة تنفيذية.

  وأحبطت نتائج الانتخابات تلك الطموحات - على الأقل حتى الآن - وادخلت تركيا فى حالة غموض سياسي لم تشهدها منذ حكومات ائتلافية غير مستقرة في التسعينيات.