صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: “في مثل هذا اليوم من العام 2006 بدأت اسرائيل حربا عدوانية جديدة ضد لبنان، مطلقة أسلحتها الجوية والبحرية والبرية في سياسة تدميرية طالت التجمعات السكنية في العاصمة بيروت وضاحيتها بشكل خاص والمدن والقرى والبلدات اللبنانية (الجنوبية بشكل خاص)، وسجل خلالها عدد من المجازر الجماعية وتدمير أربع مدن وبلدات بشكل شبه كامل (بنت جبيل، الخيام، عيناتا وعيتا الشعب) اضافة الى استهداف دور العبادة والمراكز الطبية والطرق والجسور ومراكز الاتصالات والبث ومطار بيروت ومنشآت الكهرباء حيث لا تزال المعاناة مستمرة جراء بقع الزيت على سطح البحر المتوسط.
وقد أدت تلك الحرب، إضافة الى الدمار وإيقاع الخسائر البشرية، الى خسائر بالغة ترتبت على الحصار الاسرائيلي للبنان بواسطة كرة نار الاسلحة الاسرائيلية.
إننا نعيد الى الذاكرة أن مثلث المقاومة والجيش والشعب اللبناني سجل رغم الدمار والموت الكثير، انتصارا هاما في تلك الحرب التي تحولت الى انموذج لمقاومة شعب صغير لأعتى قوة عسكرية حديثة في حرب استمرت 33 يوما، أسفرت عن فشل استراتيجي كامل لاهداف العدوان، وأثبت هذا الثلاثي الماسي اللبناني عجز القوة الاسرائيلية عن فرض أي متغيرات جيو- سياسية.
إن ذكرى هذه الحرب تستدعي من اللبنانيين في هذه اللحظة السياسية تشديد وحدتهم وتحديد أولوياتهم وتثبيت استقرار نظامهم العام الامني والنقدي، وفتح أعينهم على مخططات الارهاب التكفيري الذي يمثل أحد الوجوه الوحشية لارهاب الدولة الذي تمثل اسرائيل أعلى درجاته.
إننا بالمناسبة نستدعي انتباه اللبنانيين الى ضرورة انجاز الاستحقاقات الدستورية، وفي الطليعة ملء الشغور الرئاسي واطلاق التشريع لانجاز الاستحقاقات المالية المطلوبة وإقرار سلسلة الرتب والرواتب وقانون للانتخابات والقوانين الوطنية المطلوبة وفي الطليعة اقرار الشرعة الوطنية لحقوق الانسان.
كما أننا بالمناسبة ندعو الى اصطفاف الجميع خلف الجيش لحماية حدودنا وكذلك العمل لإبعاد الأخطار المترتبة على تهديدات الإرهاب العابرة للحدود.
إننا في الذكرى التاسعة لهذه الحرب نتوجه بالتحية الى أرواح الشهداء المقاومين والجنود والمدنيين الذين سجلوا تاريخا ناصعا في رد العدوان والصمود الوطني، كما نتوجه بالتحية الى الدول التي قدمت المساعدات والمنح لإعادة إعمار ما تسببت به اسرائيل من دمار، ونؤكد بالمناسبة ان لبنان لا يزال ينتظر المبادرات الدولية لانجاز تنفيذ القرار الدولي 1701 بما يؤدي الى رفع اليد الاسرائيلية وتحرير مزارع شبعا والجزء اللبناني من قرية الغجر وترسيم الحدود البحرية للبنان وتحرير الثروة الطبيعية لبلدنا من نفط وغاز من محاولات العبث والسرقة الاسرائيلية”.