مصير كاسياس كان مشابهاً لغوتي وراوول وغيرهم، تحت إشراف بيريز الذي يبدو أنّه يتلذذ بإهانة رموز ريال مدريد.
إيكر كاسياس الذي أثرت دموعه في مشاعر كل مشجع مدريدي لم يكن الضحية الأولى التي أجبرها فلورنتينو بيريز على الرحيل من ريال مدريد، فقد ضحى صاحب الـ68 عاماً بالعديد من الرموز التي قدّمت لنادي العاصمة من الإخلاص والعرق ما يجعل ملايين فلورنتينو تذهب أدراج الرياح.
لا يوجد من ينكر دور بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني في الصفقات الكبرى التي أبرمها النادي الملكي في السنوات الـ15 الماضية، لكن طريقة تعامله مع رموز الفريق تبقى صفحة سوداء تشوه تاريخ أحد أعرق أندية العالم.
بيريز مرّر حقبته الأولى بدهاء
تولى رجل الأعمال الشهير في إسبانيا رئاسة ريال مدريد في حقبتين بدأت الأولى من 16 تموز/ يوليو 2000 حتى 27 شباط/ فبراير 2006 والثانية من 1 حزيران/يونيو 2009 وحتى الوقت الحالي.
ونظرت جماهير ريال مدريد لبيريز كمنقذ سخي بعد التعاقدات التي أجراها في فترته الرئاسية الأولى فحقق لهم حلم مشاهدة البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإنكليزي ديفيد بيكهام يلعبون بالزي الأبيض أعوام (2000 و2001 و2002 و2003).
وبدأ بيريز بترحيل الأرجنتيني فرناندو ريدوندو بعد أيام من توليه الرئاسة بعد أن انضم إلى ريال في 1994، ومن ثم لحق به فرناندو هييرو (1989 – 2003) وبعده فيرناندو موريانتس ( 1997 حتى 2005).
هذه الأسماء لم يكن خروجها كارثياً بسبب التعاقدات آنفة الذكر، فلم تلق سياسة بيريز التشويش الحاصل الآن، مما دفع الرجل لتكرار تشويهه لتاريخ زعيم دوري أبطال أوروبا.
فترة كارثية شوهت اسم ريال
مارس بيريز ذات الأسلوب الذي يحفظه عن ظهر قلب، وضم رونالدو وكاكا وألونسو وبنزيمة كأبرز تعاقدات 2009 أتبعها بدي ماريا وأوزيل وخضيرة في 2010 وكوينتراو 2011 ومودريتش 2012 وبايل 2013 وكروس وخاميس رودريغيز 2014 وغيرهم من التعاقدات الرنانة.
الوافدون الجدد شكلوا إضافة فنية لا تنكر لقائمة ريال مدريد لكنهم كانوا سبباً مباشراً في التضحية بالعديد من الرموز التي خرجت من الباب الضيق للميرينغي.
ميشيل سالغادو الذي عاصر ريال من (1999 – 2009) لم يجد له مكاناً في خطط بيريز أيضاً وتبعه غوتي (1986 – 2010) وراوول غونزاليز (1992 – 2010)، ليأتي كاسياس أمس ويُظهر أنّ مصير ما بقي من أساطير سيظل مهدداً في فترة رئاسة هذا الرجل.
هل المشكلة في بيريز؟
جميع الأساطير التي رحلت بفترتي رئاسة فلورنتينو واصلت اللعب في أندية أخرى ومنهم ما زال يلعب حتى الآن كما هو حال راوول، مما يوحي بوجود مشكلة في عقلية أساطير ريال أصلاً الذين يريدون موالصة اللعب لأطول فترة ممكنة.
حالة كاسياس تحديداً صبت الزيت على النار بشأن علاقة بيريز باللاعبين الإسبان، خاصة وأنّ الأخير أصر على إخراج القديس من مملكته حتى وإن كلفه ذلك مادياً.
التهمة ستبقى ملصقة ببيريز مهما كشف من أسباب في المستقبل، فحالة كاسياس لم تكن الوحيدة في السنوات الماضية، وهو ما قد يطيح به إذا فشل ريال في الفوز بالألقاب في الموسم المقبل.
مازن الريس – الجزيرة الرياضية