هي ثقافة الموت جعلت عباس يغادر هذه الحياة محملاً بتابوتٍ خشبي، بعد أن أعرب لأخيه أنه يتمنى العودة سالماً غانماً.
فمن ينظر إلى ذلك الوجه يرى تلك النظرة الطفولية الممزوجة بحب الحياة وإكتشافها ولكن شاء "حزب الله" فإمتثل، حاملاً بقلبه أمنيات الرجوع .
عباس ليس الأول ولن يكون الأخير إنما غيره مئات من الشباب الذين غادروا إلى المجهول ظنّاَ منهم أنهم يدافعون عن قضية الدين وعن الوطن ، هذا بسبب الأفكار التي تم زرعها في عقولهم ، متناسين أن يعلمونهم أنّ علي وحسين وحسن وحيدر.... الذين غادروا مسبقاً لم يرجعوا محملين على الأكتاف إلا لأنهم يدافعون عن طاغية يقتل ويعبث في بلاده ، ويرسلُ شباباً بربيع العمر ليقتلوا مكانه.
هم شموع تطفأ قبل أوانها ، لأنهم فريسة لغسيل دماغي يتعلق بالدين، ولأن الشباب في أول عمرهم غيارى على دينهم وشرفهم ، ليتم استخدام ذلك كمصيدة من قبل "الأمين" على أرواح الناس ، فيرسل وردةً تلو الأخرى للدفاع عن متغطرس دون أن يفهموا ما يقدمون عليه .
فإلى متى هذا الإستهتار بأرواح الشباب؟
من البقاع إلى الجنوب إلى الضاحية ، لم يعد هناك من منزلٍ خالٍ من لبس السواد والأحزان ، لم يعد هناك من منزلٍ إلا ومزيناً بصورة شاب لم يعلم من الحياة سوى أنها الموت.
بثمن بخيس تباع أرواح زينة شبابنا ولأجل من لا يستحق العيش يقطف عمر وجوه بريئة .
فكفاكم يا سيد إستهتاراً وارحموا دموع أم فقدت إبنها ثم زوجها وإعلموا أنكم مسؤولون أمام الله عن كواكب ينطفئ عمرها قبل أوانها.