هل أصبح التيار الوطني الحر في عهدة جبران باسيل ومقرراته التصعيدية ، وهل تحوّل مسيحيو لبنان لأداة يستغلها الوزير وفقاً لمطامحه ...
إذ أنّه لم يعد يخفَ على أحد ، أن باسيل هو الصهر الذي يدير عجلة عمه ، ويؤثر على كل قراراته ومواقفه ( فكما يريد باسيل يقول الجنرال ) .
غير أنّ وزير الخارجية الطامح لرئاسة التيار بتحفيز ريس الرابية ، والحالم ربما بوارثة كرسي الجمهورية العوني فيما بعد ، نراه متهالكاً لإبعاد روكز (العديل) عن مخططاته بالدفاع عن أحقيته بقيادة الجيش ، وكذلك بالمحاربة لإيصال الجنرال لقصر بعبدا والذي يهدف لتحويله من اللبنانية المارونية ، للمارونية العونية .
هذه الإستراتيجية المارو-عونية التي يتبعها جبران ، باتت واضحة ، ويبدو أن ذكاء باسيل خانه اليوم حيث أنّه صرّح أن ما حدث في جلسة الحكومة كان مفتعل !
إذ قال حرفياً : "تعمدنا ما حصل في مجلس الوزراء متحصنين بصلاحيات رئيس الجمهورية"
صلاحيات الجمهورية التي يريد الوزير سلبها من اللبننة إلى العونية ،وتحجيمها من وطن لتيار ، باتت مشروعه المناصبي ، فرفع من جديد شعار داعش السياسة ، ولغة الإلغاء والرفض ، والتهديد والوعيد ...
مؤتمره الصحفي اليوم ، إستكمل خطتهم الفتنوية التي أشعلوها البارحة ابتداءً من تسريب بو صعب للفيديو وصولاً لهيجان الشارع والإعتداء على القوى الأمنية وبث الإتهامات الباطلة ، غير أنَ حكمة الأطراف السياسية والجيش البارحة ، إضافة إلى الحقيقة الجماهيرية الضعيفة للعونيين والتي سقطت أمام الإرادة الحقيقية للعيش المشترك ، أفشلوا مخططات باسيل ...
أما مؤتمره اليوم ، فقد أفشله المسيحي مثله ، ولكنّ هذا المسيحي "فرنجية" يؤمن بوطن لا بتيار ، فكان سقف تصريحاته مغايراً لضيق بصيرة باسيل .
مواقف التيار الوطني الحر الأخيرة ، تؤكد لنا أنّ وراء كل زعيم "فاقد للصوابية" باسيل ...
وأنّ جبران هو الصهر الذي ضيّع بوصلة العم !
لأتوجّه هنا لكل قيادات التيار الوطني الحر قائلة ، إن كان "سن" ميشال عون لم يعد يسمح له بممارسة السياسة أو بإتخاذ القرارات ، لا تدعوا البلد في هوجائية جبران باسيل ...
فليتنحى الجنرال جانباً ، وليتسلم التيار مسيحي متزن " ويا ريت ما يكون من بيت عون "