بعد ان خرجت كاميرات التصوير وبات الكلام داخل جدران مجلس الوزراء بعيدا من عدسة المصورين، توجه رئيس الحكومة الى وزير الخارجية جبران باسيل الذي استبق إنعقاد الجلسة بالكلام بموجب صلاحيات رئيس الجمهورية المنوطة بالمجلس. وتنشر " النهار" ما ورد على لسان سلام ردا على باسيل:" هذا ليس كلام وزير خارجية.. عيب عليك. انك تقلل أدب. كلام لا يليق بوزير ولا يليق بالدولة. ليس هكذا بيتصرف الوزراء بمجلس الوزراء. هيدا عيب ووقاحة.. أنتم تتصرفون وكأن الواقع هو :نحن أو لا أحد. هذا يكفي. إذا كنت تتحدث بوكالتك عن رئيس الجمهورية، فهل رئيس الجمهورية يستعمل هذا الأسلوب ؟
اضاف سلام: "تفضل ترأس الجلسة.. هذا عيب. لم يصدر مني في اي يوم من الايام كلمة سفيهة او مؤذية لأحد.. انا في تاريخي لم اوصف مثلما وصفت من على منبر وزارة الخارجية بالأمس من انني اقوم بسرقة موصوفة.. هذا كلام لا يحتمل و الناس عندها كرامات.
هذه صلاحياتي لا تستطيع ان تعلمني اياها.. هذه غوغائية في التعامل.. غوغائية تسيرون بها كيفما تريدون وأينما تريدون.. وأنا لن اقبل بذلك .. مسؤوليتي اكبر من مسؤوليتك بكثير..
ان لم تستح فافعل ما شئت."
ثم توجه الى الوزير محمد فنيش الذي طلب الكلام بالقول:. معالي الوزير فنيش اسمح لي .. ودعنا نبدأ جلستنا... نبدأ بالدعوة لانتخاب رئيس ... في ظل الظروف القائمة مطلوب منا بذل جهد ...نحن مقبلون الاسبوع المقبل على عيد.. الجلسة ستكون مؤجلة الى الاسبوع الذي يليه..
وعملا بما حققناه هذه السنة في ظل الشغور الرئاسي والذي تم من خلال التوافق على كثير من القضايا التي شهدت احيانا بعض الخلافات ولكنها صبت في النتيجة كلها في استقرار البلاد.
اليوم هناك استقرار أمني مميز... ما لم تتمكن القوى السياسية والحكومة من تحقيقه هو ابعاد الكأس المرة مثل الاحتكاكات الطائفية والمذهبية التي هي مقتل البلد.. آمل ان نستطيع الاستمرار بهذا التوافق الى حين انتخاب رئيس جمهورية... هذا يتطلب منا ان نحترم نظامنا ونحترم دورنا وبعضنا في مجلس الوزراء ونجنب بعضنا الشتم والتهم والتطاول... انا منزعج من الاجواء الحالية في البلاد ليس لأنها تطال الحكومة فقط بل صدقية البلد واستمرارنا في طريقنا معا... نحن في حاجة للاستعانة بكل موقف يساعدنا على الصمود في هذه المرحلة... لسنا بحاجة الى الشتم...نظامنا كما الانظمة الديموقراطية يسمح بالخلاف... هذا الخلاف يمكن ان يصل الى صدام شرط ألا يضرّ البلد... اذا كان لديكم أمر ايجابي او بناء فأنا منفتح دائماً... اما اذا كان الاسلوب هو التعطيل فلن اقبل بذلك...انا اذا اعتمدت مقاربة التوافق في عملنا فانما فعلت ذلك خشية من التعطيل لأن التعطيل مهما كان الشكل الذي يأخذه سيضر بالبلاد.
اننا ننعم باستقرار يجب المحافظة عليه.. سأبقى على هذه المقاربة وعندما اشعر ان هناك رغبة بالتعطيل سأتصدى لها.
انا منفتح على اي نقاش... اذا كان هناك تباين حول موضوع معين ما في مانع... وانما ان نوقف كل شي جملة وتفصيلا... لا.. هذا غير مقبول.
سأسعى كل جهد للمضي في تسيير امور البلاد... حكومتنا ليس عندها مجال لتعالج القضايا السياسية... نحن نريد ابعاد القضايا الخلافية عن مجلس الوزراء لكي نسير شؤون البلد... اذا كان هناك موضوع خلافي يجب ان نضعه جانبا واذا كان هناك فريق احترمه واقدره لديه موقف لا مانع... لكن في المقابل هناك قوى أخرى عندها موقف... وضعنا لا يسمح بتحريك الشا رع... الذهاب الى المجهول هو تعريض البلاد الى المخاطر... لن اوافق ولن اتساهل بقدر ما تسمح لي صلاحياتي ...
انا كرئيس لمجلس الوزراء اقوم بدوري بالتي هي أحسن.. لم ادّع تسجيل انتصارات او مكاسب الا للحكومة..
لن اقف متفرجا على الشتائم واسكت ... شخصيا لدي الحق في ان أبدي حرصي على كرامتي الشخصية وكرامة المنصب... اتمنى على من اطلقوا هذه التهم ان يراجعوا انفسهم".
وتابع: " لم ألجأ في اي يوم الى القمع في مجلس الوزراء او الدكتاتورية... لا بل ربما أخذ علي الكثيرون التساهل في ممارسة صلاحياتي.
علينا ان نعمل وندرس جدول اعمالنا ونحل مشاكل الوطن والناس... اذا كان هناك فريق عجز عن الوصول الى حل للمشاكل السياسية خارج مجلس الوزراء فعليه الا يرميها على المجلس... اذا اراد فريق اتخاذ موقف ينسجم مع مواقفه فليعطل نفسه بدلا من تعطيل مجلس الوزراء.
آمل ان تكون هذه الامور عابرة ولا تضر بالبلاد خصوصا في اطار التوازنات السياسية .. لم اقصر لا على مستوى طائفي ولا مذهبي ولا احد يستطيع ان يزايد علي... يمكن غيري بدو يضحي بالبلد من اجل منصب... انا مش هيك... انا اود اليوم ان ندخل في جدول اعمالنا لكي نسير امور الناس خصوصا ان المواضيع المطروحة التي يتوقف عندها بعض الفرقاء استوفت النقاش... على مستوى التعيينات وزراء الاختصاص هم المرجعية ولا احد يستطيع ان يتجاوز اختصاص الوزراء.. كل وزير مسؤول عن وزارته...
موضوع عرسال شرحته المرة الماضية... لقد اطلعت شخصيا على الاجراءات التي يقوم بها الجيش وهي اجراءات ممتازة. الظرف يحتم علينا ان نكون موحدين وراء الجيش والقوى الأمنية".