من الغرب إلى كنف الوطن عاد عون بعد غياب دام 14 سنة، وعادت معه أحلامه في جر البلد إلى الخراب، فحقق إنجازا في الإنتخابات النيابية حيث تعتبر كتلته ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وبعد خسارة عون لكل الكتل وتأييدهم له وجد ضالته عند "حزب الله"، فوقع اتفاقية تفاهم مع حزب الله في عام 2006.
هذه الإتفاقية التي عادت بالفائدة على الحزبين، جعلت الجنرال عون يحلق بأحلامه عاليا، فمع الإختلافات بين رئيس التيار الوطني الحر ومع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وسيطرة حزب الله على المرافق العامة في الدولة، استغل الوضع جيدا وأراد أن يختصر مفهوم الدولة في ديمقراطية عون.
والجدير بالذكر هنا، أن هذا ما كان ليحصل وما كانت الأمور لتؤول إلى ما هي عليها الآن لولا أن السند الذي يتكئ عليه عون قوي جدا"، فإن عدنا بالقليل إلى الوراء نجد أن المواقف الاساسية لحزب الله ومنذ بدء الحديث عن انتخاب الرئيس تدعم وتدفع بعون إلى الثقة بنفسه أكثر وأكثر انه سيكون رأس الهرم للبنان.
فمن الشيخ نعيم قاسم حينما قال بما معناه إما أن يأتي عون رئيسا وإما لا أحد ثم تصريحات نواب ووزراء هذا الحزب وصولا إلى اعتراف الأمين العام لحزب الله بأنه مع عون رئيسا "خليت الخسي براسو تكبر".
لكن حيادية رئيس مجلس النواب نبيه بري وتحفظه، خصوصا بعد تأكيد بري على اهمية مصلحة اللبنانيين دون امر آخر، جعلت مهووس السلطة وحليفه يعقدان لقاء يشاركهما فيه حزب المردة والطاشناق متجاهلين بري، وبما أن الوسيط الذكي لم يكن معهم فالله أعلم ما دار في هذا اللقاء حتى انفجر عون واراد أن يصل لكرسي الرئاسة بالقوة لكن جل ما نستطيع أن نؤكده ان لولا حزب الله لما عاند عون إلى هذه الدرجة وما كان للنملي دكاني.