استغرب رئيس لقاء "الاعتدال المدني" مصباح الأحدب "لجوء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للتجييش الطائفي والتقسيمي والتشكيك بالنظام في لبنان رغم علمه بأن النظام بيد حليفه "حزب الله".
وتساءل الأحدب في بيان: "إن كان العماد عون مستاء من حليفه "حزب الله" فلماذا يهاجم رئيس الحكومة، وإن كان يسعى لتصفية حساباته مع تيار "المستقبل" فلا يجوز أن يتم ذلك على حساب الطائفة السنيّة والبلد".
واعتبر الاحدب ان "اتهام رئيس الحكومة تمام سلام بالاستئثار بالسلطة هو افتراء وتحريض، لان سلام لطالما نادى بضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، ومن يحرص على حقوق المسيحيين عليه التوجه إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس بدل النزول الى الشارع".
أضاف: "إن ما يقوم به الجنرال عون هو تشبيح على الدستور بقوة سلاح حليفه "حزب الله" بهدف الوصول الى رئاسة الجمهورية بالقوة، في حين انه يتوجب على من يطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية أن يلتزم بكلامه عن أن الوحدة الوطنية أهم من الرئاسة، فما يقدمه عون اليوم ليس إلا نموذجاً ثنائياً لحكم الوطن وليس نموذج الجمهورية الحاضنة لكل أبناء الوطن، وهذا أمر خطير جداً لانه يهدد الوطن بالانفجار".
وأكد أن "اتهام السنة بالدين العام البالغ سبعين مليار دولار هو تضليل وافتراء وتحريض، فالمسؤول عن ذلك ليس تيار "المستقبل" فقط بل كل من كان في السلطة ايام الوصاية السورية، لا سيما حلفاء عون وفي مقدمهم "حزب الله" الذين كانت لهم الكلمة العليا أيام الوصاية والذين ما زالوا يصادرون مداخيل الدولة وليس المرفأ المثال الوحيد على ذلك".
ولفت الاحدب الى ان "الجنرال لا يتوانَ عن طرح نفسه كصاحب الفضل الوحيد في تحقيق السيادة في حين انه كان يقاتل بأبناء عكار وعرسال وطرابلس والمنية والضنية، ونذكّره أنه في الوقت الذي كان يقاوم السوري آمناً من منفاه في باريس، كنا في لبنان نقاوم ونوقع بحضور السوري على خروجه من بلدنا رغم كل المخاطر والتهديدات".
وأشار الأحدب إلى أن "تصريحات العماد عون عن عدم قدرة الجيش على مواجهة الإرهابيين عند الحدود مرفوضة لأنها تسيء للجيش الذي يعمل وفق التعليمات التي يتلقاها، وهنا نسأل لماذا لا تعطى للجيش تعليمات لحماية القرى اللبنانية التي يقصفها نظام بشار الأسد؟ إننا لم نسمع يوماً صوت العماد عون يدافع عن أهالي هذه القرى، ويعترض على قيام جيش الأسد بقصفها؟؟ أم أنه يعتبر هذه القرى خارج الأراضي اللبنانية لأنها سنيّة؟ ولماذا لم نسمع اعتراض عون عندما كان حليفه النظام يربط مصير 30 ألف مواطن من أبناء عرسال، أهالي الجيش اللبناني، بمصير 80 ألف نازح سوري دخلوا إلى عرسال دون رقابة من الدولة. واليوم يريدون ضرب الجميع بذريعة محاربة الإرهاب، فعن أي إرهاب يتحدث وكلنا شاهدنا ما يجري في المناطق السنية حيث يقوم النظام بحماية المسلحين وضرب المواطنين؟".
وشدد الأحدب على ان "اللعبة انكشفت وهي ليست لعبة حقوق، لأنه أصبح من الواضح أن عون وحلفاءه لا يريدون دولة مؤسسات مدنية تحمي كل مواطنيها، بل إنها لعبة هيمنة ووضع يد على البلد، وعلى ممثلي الطائفة السنية في الحكومة العمل بأسرع وقت على وقف المذكرات والوثائق المذلة ووضع أسس جديدة لربط نزاع فعلي يجعلنا جميعا الى جانبهم، لأن المواطن السنيّ أصبح بهذا النظام مستهدفا ومضطهدا، وبما أن عون وحلفاءه يرفضون اليوم النظام، فكيف تريدون منا التمسك به ونحن من يدفع الثمن".
ورأى الأحدب انه "اذا لم تعالج هذه الأوضاع فبإسم أهلنا المظلومين والمضطهدين سنطالب بالعصيان المدني، لأننا من مجتمع يتقاضى أبناؤه 225 ألفاً كتعويض عن مصدر رزقه الذي دُمّر بفعل جولات العنف التي دارت في طرابلس تحت أعين وغطاء النظام، فيما ان قيمة غرامة مخالفة السير أكثر من 300 ألف ليرة لبنانية، كما أن التاجر الطرابلسي الذي افلست مؤسسته نتيجة عدم الاستقرار بسبب قرار سياسي من هذا النظام هو من يحق له أن يعترض وأن لا يدفع الضرائب".