تأخر التوافق على آخر التفاصيل أدى الى حال من التوتر في مقر المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني ومحيطه في فيينا أمس. وبدا هذا التوتر واضحا على المقربين من الوفود المفاوضة من الطرفين الايراني والاميركي. وكانت اللقاءات ضئيلة واقتصرت على المفاوضين من الدرجة الثانية وعلى الخبراء من الطرفين، وغابت اللقاءات التي تكررت مراراً في النهار الواحد خلال الايام السابقة بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الخارجية الايراني محمد حواد ظريف. ومع ذلك يبدي الجميع اقتناعاً نهائياً بالتوصل الى الاتفاق على ما تبقى من تفاصيل فجر الجمعة 10 تموز وبهذا يمكن الجانب الاميركي تقديم الاتفاق الى الكونغرس في 9 منه مع حساب فارق الوقت بين التوقيتين الاميركي والاوروبي.
وفيما أعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي أن لا مهلة مقدسة بالنسبة الى ايران و”أننا مستعدون للبقاء في فيينا ومواصلة المحادثات ما دام ذلك ضرورياً”، أفاد مصدر ديبلوماسي غربي في العاصمة النمسوية أن الأمور وصلت الى النهاية و”قمنا بتمديد واحد أخير، ومن الصعب أن نرى كيف أو لماذا نستمر إلى ما بعد ذلك، فإما أن يوقع اتفاق في الساعات الثماني والأربعين المقبلة واما الا يوقع”.
وأبدى الرئيس الايراني حسن روحاني تفاؤله بنتيجة المفاوضات النووية الجارية في فيينا بين ايران والقوى العظمى، معلناً ان طهران بدأت تتحضر لـ”ما بعد المفاوضات”. وقال قبل توجهه الى روسيا للمشاركة الجمعة في قمة منظمة شانغهاي للتعاون ان المحادثات مع مجموعة 5+1 “دخلت مرحلة دقيقة وجمهورية ايران الاسلامية تتحضر لما بعد المفاوضات وبعد العقوبات”.
وعلم أن أزمة رفع الحظر عن الصواريخ الباليستية المشمولة بالقرار الدولي الرقم 1929 لعام 2010، لا تزال حاضرة كعقدة تعوق التقدم نحو خط النهاية. كما علم أن الجانب الروسي، المتضرر من بقاء الحظر على استيراد ايران هذا النوع من الاسلحة، قدم قتراحاً للمناقشة يقضي بايجاد تسوية تقوم على اساس التوازي بين خطوات ايرانية جدية ومضمونة لقطع الطريق على ايران نحو أي استخدام نووي لهذا النوع من الصواريخ، في مقابل رفع الحظر عنها، في حين شددت أوساط أميركية مفاوضة على أن المشكلة مع الايرانيين في هذا الملف لا تهدف الى حرمان ايران حقها في امتلاك ترسانة صاروخية “فهذا حق طبيعي لكل الدول”، انما المرفوض لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ككل هو امتلاك ايران صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وكتب ظريف في مقال في صحيفة “الفايننشال تايمس” البريطانية ان التوصل الى اتفاق مع القوى الغربية على البرنامج النووي لبلاده بات “قريبا” وسيفتح الباب امام العمل المشترك ضد التطرف.
وأكد ان “ايران مستعدة للتوصل الى اتفاق عادل ومتوازن، ومستعدة لفتح الافاق لمعالجة تحديات مشتركة ذات اهمية اكبر بكثير”. وأوضح ان من “التهديدات المشتركة التطرف الوحشي المتزايد الذي يلف قلب الشرق الاوسط ويمتد حتى الى اوروبا”.
واشار خصوصاً الى عمليات القتل التي نفذها اسلاميون في فرنسا والكويت وتونس في 26 حزيران.
(النهار)