إن أزمة حقوق المسيحيين التي فجّرت الوضع بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على خلفية التعيينات قد وصلت إلى مرحلة مفصلية من " التأزم " و "الإنفجار" ، فمطالبة العونيين بحقوق الطائفة لم تعد محصورة بالمطالبة الإعلامية ولم يعد سقفها الإطار حكومي ، بل تحوّلت إلى دعوة شعبية مسيحية للحراك مهّد لها التيار بكل كوادره ، محددّا يوم الخميس موعداً لها ...
وفي سياق هذا التصعيد المنتظر غداً ، كان لموقع لبنان الجديد إتصال مع نائب تكتل التغيير والإصلاح سليم عون للإستطلاع منه على خطوات هذا التحرك .
في هذا الموضوع إعتبر النائب سليم عون أنّ المهم في التحرك هو صلب الموضوع أي الجوهر و ردة الفعل ، كما أشار إلى وجود عدة إحتمالات وبحسب تعبيره "تاركينا لوقتا"
وإعتبر النائب عون أن المحدد الآن هو الحركة الإعتراضية لأن الكيل قد طفح ، وردات الفعل التي إتخذها التيار بحسب ما صرّح لنا هي ردات فعل مشروعة في ظل هدر حقوق المسيحيين طوال 20 عاماً ، مطالباً في هذا الصدد أو بتثبيت الشراكة الحقيقية التي تؤسس لوطن أو بتمزيق هذه الشراكة في حال كان هناك فريق لا يريدها ...
وأكدّ أنه ليس المهم صيغة التحرك المهم هو الإصرار ، فهم لا يتحركون لمجرد "التحرك" ولكنهم قد جربوا كل الوسائل الممكنة ولم تنجح ...
وعن سؤاله ، إن كان التحرك برأيه سينجح في الضغط على تيار المستقبل للقبول بتعيين "شامل روكز" قائداً للجيش قال :
موضوع التعيين جزء من الأزمة وليس كلّها ، معتبراً أن القبول بالتعيين في ظل غياب الشراكة الفعلية لا نتيجة له .
والتعيين بحسب ما إعتبر النائب سليم عون هو مدخل ضروري ولكنه غير كافٍ ، هناك صلاحيات رئيس الجمهورية ( ما بقي منها بعد الطائف ) والمطلوب الحفاظ عليها ، وهذه الصلاحيات قد إنتقلت بفعل الفراغ والتمديد إلى مجلس الوزراء ...
كما أشار إلى أنّ المناصفة التي تكلّم عنها إتفاق الطائف ليست موجودة .
وتساءل النائب عون في هذا الصدد ، من يمثل الطائفة الأرمنية ؟ وهل يمكن لتيار المستقبل أن يمثلها هل هذه شراكة ؟
وكذلك من يمثل الطائفة العلوية ؟
هل كل الأرمن والعلويين هم من مؤيدي المستقبل ...
وتوقف النائب عون عند قانون الإنتخابات الذي ما زال كما هو منذ النظام السوري ، معتبراً أن من يأكل حقوق المسيحيين هم تيار المستقبل ..
وطلب النائب من موقعنا ومن وسائل الإعلام توجيه سؤال لتيار المستقبل وهو :
"هل يريد تيار المستقبل إرجاع الحقوق إلى المسيحيين أن سيستمر بوضع اليد عليها ؟ "
وشددّ عون أن الحق الذي يطالبون به ليس للتيار الوطني الحر فقط هو لكل المسيحيين ولكل لبنان ، لأن لبنان كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني " بلد الرسالة " .
ونحن عندما نقضي على أيّ مكون من مكوناته مسلم أو مسيحي نقضي على هذه الرسالة ، مشيراً إلى أنّ الكلام نفسه يصح لو كان هناك حقوقاً للمسلمين مهدورة .
وعند سؤاله ، عن الوضع الأمني المتفلت وعن "خطر" تحريك الشارع في هذا الجو اللبناني المشحون ، قال أنهم عند كل إستحقاق يضعوننا أمام هكذا خيار (مثل اتفاق الدوحة ) ...
معتبراً أنّ هذا السؤال يجب أن يتوجه إليهم (أي إلى المستقبل) ، لأن الضغط يجب أن يكون على الذي يأكل الحق وليس على صاحب الحق .
فالذي أودى إلى هذه النتيجة حسب النائب عون هو التمديد والتعطيل والمماطلة عند كل الاستحقاقات ، معتبراً أنه لا يمكنهم التخلي عن حقوقهم أكثر لأنهم هم من يدفعون الثمن وقد أصبحوا على الحدود ، فوجودهم بخطر ، وحضورهم بخطر ، ودورهم بخطر ...
ونوّه عون أنه بالمشرق يقتل المسيحي بالسيف بينما في لبنان بالسياسة .
وفيما يخص الحلفاء من حزب الله وموقفهم من التصعيد في ظل غياب تصريحاتهم الحزبية ، أخبرنا النائب سليم أنهم يتكلون في هذا الأمر على أنفسهم ، وأنهم قبل التوجه لحزب الله يتوجهون للمسيحيين ، شاكراً الحزب على إعلانه اليوم في إحدى الجرائد أن "عون ليس وحيداً " ..
وأشار أنه يريد المسيحي شريكه بالقضية ولو كان يخالفه بالسياسة ، معلناً أنه ليس حزب الله من يأكل حقوقهم ، وإنما حليف شريكه هو الذي يأكل الحقوق .
وقال : "قبل التوجه للحلفاء أتوجه لأصحاب الحق ، من القوات اللبنانية لمسحيي 14 آذار "
وعن إمكانية التوجه للإستقالة في الخطوات القادمة ، أوضح النائب سليم عون ، أنّهم سيفعلون كل ما يخدم القضية ، وأشار إلى أنه ليس بصدد تأكيد هذه الخطوة أو نفيها ، فكل المراحل هي موضع نقاش ...
فأيّ المفيد أكثر الإستقالة أم البقاء بالحكومة والمواجهة ( وبحسب رأيه الخاص المواجهة أكثر فعالية ) .
وقال النائب إنهم إذا رفضوا مبدأ الشراكة ، هم أيضاً سيرفضون ذلك بالمقابل ...
معتبراً أنّهم وصلوا لدرجة ، ليس المهم فيها أن يحققوا النجاح أو الفشل ، مؤكداً أنّهم لو فشلوا يومياً لن يستسلموا وسيفعلون ما بوسعهم ...
والتحرك برأيه هو عمل مستمر للوصول إلى حقوقهم ، ففي أيام النظام السوري وصلوا إليها بعد معاناة ( 1995 – 2005 ) ...
والآن سيصلون حيث أن وضعهم أفضل من السابق ولن يطول الإنتظار ...
وعن مواقف الأحزاب المسيحية الأخرى ، قال أن حزب الكتائب يؤديهم بأمور ويخالفهم بأمور أخرى (كردة الفعل ) .
أما المردة فقد أعلن دعمه الكامل لهم .
وهنا إنتهى الحوار مع النائب سليم عون ، وقد حاول موقعنا التواصل مع تيار المستقبل لمعرفة موقفه من التحرك ومن وصف التيار الحر له بدواعش السياسة ...
ولنقل سؤال النائب سليم عون إليهم إن كانوا يريدون إرجاع حقوق المسيحيين أم سيظلون واضعين اليد عليها .
غير أنّه يبدو أن هناك قرار في تيار المستقبل بعدم التصريح فقد حاول موقعنا التواصل مع 4 نواب منهم غير أنّنا لم نجد أيّ رد ، وهؤلاء النواب هم : " هادي حبيش ، أحمد فتفت ، جان أوغاسبيان ، سمير الجسر " ...
فما غاية المستقبل من هذا الصمت ؟!
وإلى أين سيتجه لبنان غداً بين التيارين الأزرق والبرتقالي ... ؟؟