لأنه في الجنوب، سمي وادي الإنتصارات ولأنه سطر تاريخ مجد دحر الإحتلال كان له مكانة في قلوب المواطنين الجنوبيين، فتحول هذا الوادي المشهور بنبعه الصافي من مكان مليء بالقنابل العنقودية إلى معلم سياحي وترفيهي يقصده أبناء المناطق المجيطة به.
فهذا المكان الذي كانت تمر به مجرد ساقية، أصبح الآن كنهر بعد ان قام إتحاد بلديات جبل عامل وبلدية القنطرة بتجميله وتوسيع مكان تجميع المياه من خلال إقامة جدران دعم تراثية وسدّ يساعد على رفع مستوى المياه قرب النبع " ما جعل مساحة هذه الساقية والارض المحيطة بها قادرة على استقطاب أعداد كبيرة من المتنزهين.
وبعد أن غزت المتنزهات بأسعارها الغالية الأنهر بدءا من البقاع إلى الجنوب وصولا إلى نهر صور، أصبح نبع وادي الحجير المتنفس لاهالي قرى بنت جبيل والقنطرة وقاقعية الجسر وغيرها من المناطق، حيث ان التمتع بفيء الشجر بات محرما في ظل وجود المقاعد البلاستيكية والجلوس مجانا يمنع مع وجود متنزه يؤمن لك الطاولات فتضطر لدفع مبلغ 10 آلاف ليرة ثمنا للـ"قعدي" في أيام الأسبوع العادية و15 ألف ليرة قد تصل أحيانا لأيام الآحاد إلى 20 الف ليرة هذا عداك عن انك لن تستطيع الدخول إلى هذا المتنزه أو ذاك دون أن "تطلب أكل او عصير من عندهن"، كما أن بعض المتنزهات وصلت بها الحد إلى إستغلال المواطنين الجنوبيين واحتكارهم عبر جعلهم يدفعون مبلغا من المال (10 ألاف) مقابل شخص واحد، ومن روايات رواد المتنزهات التي لم نستطع التأكد من صحتها نذكر:
"بالقعقعية في متنزه ... نهار الاحد كان يصير عندو كتير عجقة ونحنا داخلين عالمنتزه كل شخص بيدفع 10 ألاف بيطبعولو عإيدو".
وأيضا تحويل جوانب الأنهر إلى مسابح خاصة لا تراعي اوضاع الجنوبيين المعيشية كدفع "دخولية" ومنعهم من إدخال غي شيء يتعلق بالطعام او المقبلات او وسائل التسلية دون أن يشتروها من عندهم، دفعتبهواةالنهر إلى الإبتعاد عن الأجواء التمدنية حيث تكون الإستفادة من جهتين: 1-عدم التقيد بقوانين منتزه معين 2-الشعور بالراحة أكثر والتمتع بالمناظر الطبيعية كل هذا الامور جعلت من نبع وادي الحجير او الإنتصارات كما يدعوه البعض مركزا مهما لزيارته لكن هل سيتتم احتلال الحجير كما تم احتلال نهر الزهارية من قبل العائلات والبلديات؟