تتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين القوى السياسية في منطقة اقليم الخروب، والتي تخطت المنطقة وصولاً الى بيروت والضاحية الجنوبية والجبل، لتطويق ذيول الاشتباكات المسلّحة بين شبان من البلدة وعناصر من «حزب الله» على خلفية إقامة مصلى في المنطقة.
ويتولّى هذه الجهود، التي ربّما قد تصل إلى المصالحة، «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «تيار المستقبل» و «الجماعة الإسلاميّة» مع شبان منطقة السعديات من جهة، ومع «حزب الله» من جهة أخرى.
فغالبيّة القوى السياسيّة في المنطقة تدرك أنّ فجوة الخلاف والانقسام السياسي بين المتخاصمين تتّسع في السعديات، لتأخذ أبعاداً خطيرة ومخيفة، فضلاً عن أن المشكلة ما زالت قائمة وهي مرشحة للانفجار بين لحظة وأخرى، لا سيـما في ظـل احتقان شديد يسود المنطقة، وإن كانت الاتصالات قد بدأت تنجح نسبياً في لجم الوضع وتبريد الأجواء.
ولهذه الغاية، أوعز «الاشتراكي» بتوجيه مباشر من رئيسه النائب وليد جنبلاط، إلى أمين السر العام ظافر ناصر ووكيل داخليته في الإقليم الدكتور سليم السيد القيام بجولات مكوكية بين جميع الأطراف في السعديات، للعمل على حلّ الخلافات بالحوار لتجديد المصالحة في السعديات بين الجانبين بعد ان يتم تذليل جميع العقبات والمعوقات وتهدئة النفوس.
وبالتالي، فإن السعديات تشهد يومياً زيارات واجتماعات ولقاءات لـ «الاشتراكي»، وآخرها زيارة وفد تقدمه ظافر ناصر ومفوض التعبئة في «الحزب» صلاح بتديني، وسليم السيد ومعتمد المنطقة وليد ابو عرم، إلى منزل مختار السعديات رفعت الأسعد بحضور عدد من الفعاليات والعائلات.
وفي حديثه لـ «السفير» أعلن السيّد عقد أكثر من لقاء في الأيّام الماضية مع «حزب الله» من جهة ومن جهة أخرى مع عشائر العرب في خلدة لتهدئة الأمور، وأنّ تلك الاتصالات نجحت في معالجة جزء كبير من المشكلة التي بدأت قبل انفجارها بالاشتباك، مؤكداً أنّ لقاءات «الاشتراكي» واتصالاته «مستمرة مع الجميع لتحقيق المصالحة في السعديات».
وأوضح أنّه «بتوجيه من النائب جنبلاط، يكثف الحزب اتصالاته مع جميع الأطراف بهدف تهدئة الأمور ومنع تعكير الاستقرار والسلم الأهلي والانجرار وراء الفتنة، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية».
وكان ناصر قد شدّد بعد اللقاء على ضرورة «التعاون في هذه المرحلة بين جميع القوى السياسية والأهلية لمعالجة أي إشكال قد يحصل، عن طريق التواصل والحوار عبر القنوات السياسية مع مختلف الأطراف من تيار المستقبل الى حزب الله الى حركة أمل الى الجماعة الإسلامية الى كل الفعاليات».
وإذ دعا الى «احترام آراء ومعتقدات بعضنا البعض، وتنظيم الاختلاف في ما بيننا كلبنانيين، سواء في السعديات وغيرها»، أكّد ناصر «متابعة بعض الخطوات مع أهالي السعديات وعشائر العرب والقوى السياسية التي من الممكن ان تساعد في حلحلة بعض العقد الموجودة في السعديات».