لم يكتفِ داعش أو كما يسمي نفسه "تنظيم الدولة الإسلامية " بما إقترفه من جرائم ، ومن ممارسات لا إنسانية ، فها هو اليوم يضيف إلى سجله المتوحش تحت راية الإسلام المتبرأ من أعماله ، فتوى دينية "بمفهوم داعشي" ، وأبطال هذه الفتوى هن النساء اللواتي أصبحن " سلعة " تباع ، أو "هدية " ، تمنح "ربما كفطرة " إلى الغير في شهر رمضان.
وفي سياق هذه الفتوى ، قد سجّل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أفعال تحقّر من كرامة المرأة وإنسانيتها "يقوم بها داعش" ، حيث أنّ التنظيم قد روّج لمسابقات في حفظ القرآن الكريم "بالمرأة" ، فالجوائز التي رصدها للفائزين ما هي إلا "سبايا" تمنح للمجودين والحفظة البارعين وهذا لا يعد فقط إهانة للمرأة وإذلال لها ، بل هو "يسخف" أيضاً من حفظ القرآن لإقترانه بفعل شنيع كبيع الجسد الأنثوي وخدش كيان المرأة وترخيصها من قبل هذا التنظيم الإرهابي لم يتوقف على مسابقات رمضانية ، فهي بالنسبة إليه من أهم عناصر جذب المقاتلين وضمان ولائهم وإستمرارهم في القتال داخل صفوف التنظيم ، وللحفاظ على هذا العنصر نراه يتمادى في أسر النساء من المناطق التي يدخلها ثم يقوم بتوزيعها على المقاتلين كغنائم حرب ، أو قد يلجأ لبيعها من أجل توفير الموارد المالية التي يحتاجها.
إلا أن فضح هذه الممارسات وكشفها إلى العلن ، يمكن أن يسبب نفور العنصر النسائي فيمتنعن عن الإنتساب لداعش ، وبالأخص أولئك اللواتي يأتين من الدول الغربية ، حيث أن زيف ما يروّج له داعش من "إسلام" بات معروف لدى الجميع بأنه أبعد ما يكون عن هذه الديانةخلاصة الأمر داعش هو تنظيم إرهابي مجرم ، ينتهك الدين والأرض والعرض ، فهو ينشر أفكاره ويجند الأفراد بحجة إقامة دولة إسلامية ، فمن يعرف الإسلام والقرآن لا يقترف الأفعال الشاذة مثل الذي يقوم بها التنظيم.
فإذا كان السبي موجوداً في تاريخ الإسلام والجاهلية قديماً إلا إنه يعتبر الآن جريمة بحق الإنسانية وخاصةً بحق المرأة في زمننا هذا بعد وجود قوانين تحمي حقوقها فلم تعد المرأة مجرد سلعة بل هي أساس المجتمع.