إن خطف الطفل "ريكاردو جعارة " من قبل مجهولين والتعاطي الأمني البطيء مع القضية ، يشبهان إلى حد ما مطاردة القط و الفأر التي لا تفهم فصولها ، غير أن القط هنا هو (وحش إنساني) والفأر هذه المرة ، هو طفل يصطاد من أمام منزله.
لا إنتصارات تذكر حتى الآن في ملف الخطف وفي تداعياته ، ولا تحرك جدي أو فعال يحسب لصالح الدولة ، فالكرة ما زالت في ملعب الخاطفين ، يحددون الزمان والمكان والمبلغ ، ويتلاعبون بأعصاب الأهل المفجوعين ويلاعبون الجهات الأمنية الغافية.
"بابا بدي إرجع عالبيت " ، "بدي أمي " ، هذه الكلمات التي ترددها طفولة خطفت من أحضان ذويها ، وهذه أمنية "ريكاردو" على الرغم من جهله الواعي لواقعه المر ، ولإدراكه اللاوعي أنه في خطر... إعادة ظاهرى خطف الأطفال إلى الواجهة تشكل خطر على المجتمع ، فالجهة الخاطفة مجهولة وتحول البلد بتماديها لإقتناص الأطفال ، إلى غابة ، ليصبح هاجس "فقدان الأطفال من أمام البيوت " لعنة تطارد اللبنانيين ، وتفقدهم الأمان.
الطفل ريكاردو جعارة ( 6 سنوات) قد خطف أمس من أمام منزله في منطقة عمشيت ، وعملية خطفه كانت بمثابة هزة أصابت المجتمع المتفلتعملية خطف ريكاردو كما يبدو لأجل المال ، حيث طالبت الجهة الخاطفة بفدية مالية 250 ألف دولار ثم خفضتها إلى 100 ألف دولار أما الدولة الغير قادرة على حماية أطفال الوطن ، فقد تركت الأهل يتخبطون في تدبر المبلغ ، ويبدو ان ريكاردو على صغر سنه يعي أن القوى الأمنية لن تعيده ، فعمد إلى الإضراب عن الطعام في خطوة شجاعة لطفل بريء كل ما يريده هو "ماما" و "بابا" فأين القوى الأمنية وأين دورها في حماية الشعب والأطفال ؟ لتتساءل العائلات اللبنانية في ظل هذا التسيب الأمني والفوضى: "من يحمي أولادنا من الخطف؟"