"بكل وضوح، أقول اليوم، إما الوفاق وإما الانفجار. فنحن مستهدفون. وسأخوض مواجهة مع الحكومة، لا يجوز أن تستبعد الأقلية من الأكثرية. أنا أقاتل كي أكرس الإصلاح والحقوق ولهذا يتكتل الجميع ضدي، أعرف أين المال المهدور وكيف هدر. كما أنهم يرفضون التوازن ويقومون بالسطو على الحقوق، ربما يريدون منا أن نغطس في هذه اللعبة، ولو غطسنا معهم لكنت "ريّسهم". بهذه الكلمات تحدّث رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لـ "السفير"، مشيراً الى أنّ "المواجهة ستكون مع التكتلات التي نشأت ضدنا لأنه لا يجوز الاستمرار بهذه المسخرة، أنا مكوّن ثالث لا بل نحن من مؤسسي البلد".
واكد عون أنّه يؤيد أي حل يكون فيه كل فريق محترما، "فالمتزوجون إذا لم يتفقوا يلجأون الى الطلاق، نحن لا نريد الطلاق ولكن نطرح الفدرالية التي تقوم على أساس حكومة مركزية".
وأشار الى أن "القوات" لربما كانوا محقين حين طرحوا الفدرالية في زمن الحرب لا سيما وأنه "صار مستحيلاً أن نقبل ما يحصل معنا. هذا التحوّل فرض علينا ولم نخلقه"، لافتاً النظر الى أنّنا "لن نأكل حقوق أي فريق بهذا الطرح، كما القانون الأرثوذكسي الذي لا يقضم أياً من مقاعد الطوائف الأخرى".
وكرر التأكيد أنه رفض الرئاسة لنفسه حين عرضها عليه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لأن الأخير رفض الإجابة على سؤال: لمن ستكون الجمهورية؟ واعتبر أنّ ميشال عون مرفوض كرئيس للجمهورية لأنه اصلاحي.
وعما إذا كان الفريق الآخر قد فوّت فرصة انتخاب رئيس قادر على وضع ضوابط لـ "حزب الله" نتيجة التفاهم معه، يقول عون: "نحن من طرحنا الاستراتيجية الدفاعية، ولا أحد قادرا على وضع هذه المسألة على طاولة التفاوض الا نحن، لأننا مؤمنون بضرورة سلاح "حزب الله". فالأخير لن يقدم على خطوة انشاء جيش نظامي فهذا ليس من مصلحته".
وعن تجربة العلاقة مع سعد الحريري، قال لـ "السفير" إنّها ساهمت في ولادة وانطلاقة حكومة تمام سلام وخففت من الاحتكاك الا أنّه "في نهاية المطاف ثبُت أنّ الطبع يغلب التطبع"، مستعيداً روايته للعشاء الشهير في "بيت الوسط" مع سعد الحريري، مؤكداً أنّ الأخير هو من فاتحه بمسألة التعيينات الأمنية عبر التمديد للواء ابراهيم بصبوص و"عارضت طبعاً الفكرة فطرح حينها اسمَي ضابطين للمركز، وأكملت بأنّ لقيادة الجيش استحقاقها أيضاً لأنّ وجود العماد جان قهوجي غير شرعي، وحصانته ساقطة ويمكن لوزير الدفاع في أي وقت أن يطلب منه حزم حقائبه للمغادرة، الى جانب تعيينات المجلس العسكري، حيث لا يمكن لقائد الجيش ان يتحكم بصلاحيات المجلس وحده".
أضاف: "سألني (الحريري) من أريد، فقلت له أنت تعرف من أريد، فنوابك كانوا يقصدونه دوماً، ويبلغونه أنه هو سيكون على رأس المؤسسة العسكرية"، وقال ردا على سؤال أن الحريري "قد يكون صادقاً لكنه عاجز عن القيام بما يريد".
واعتبر عون أنه اذا "كانوا مصرين على التمديد (لقائد الجيش) فما هو الذي يجمعنا بهذه الدولة، وانا لن اخون الأمانة التي منحت لي، "ستين سنة على الرئاسة والدولة وقيادة الجيش"، ولكن لن أنهي مسيرتي السياسية بهذه الطريقة، بعدما تعرضت لثلاث محاولات اغتيال".
وجزم أنّ وزراء "التكتل" لن يستقيلوا من الحكومة لا بل سيشاكسون من الداخل وشعبياً، رافضاً الكشف عن خططه الاعتراضية، لأنها "سرّ المهنة".
ونفى أن يكون ثمة مشكلة شخصية مع العماد جان قهوجي لكنه معترض على أدائه منذ وقوع حادثة الكويخات، ومن ثم تكرر الأخطاء وأبرزها في عرسال حيث كان يمكن تجنب الوصول الى هذا الوضع.
وعن مصلحة "حزب الله" في هزّ الاستقرار الداخلي في عز انخراطه بالأزمة السورية، رأى عون أنّ "المعركة في حال قامت، فلست أنا من سيقوم بها ولن تكون بسببي. لقد كنت دوماً العنصر المهدّئ. وهو الوحيد (الحزب) الذي أعطيته العذر في التمديد لمجلس النواب. ومهما حصل أنا مع المقاومة لأنها ضدّ اسرائيل، والسيد حسن نصر الله أكثر العارفين، هذا خياري من دون أي مقابل".
وعن "اعلان النيات" مع "القوات" واستطلاع الرأي المطروح، نفى أن يكون بوارد تفليس سمير جعجع و"إذا كان الأخير هو الرابح فـ"صحتين على قلبو"، مؤكداً أنه "لا يمكن لشخص واحد أن يحتوي بلداً بكامله بمفرده"، مشيراً الى أنه "ربح السلام في لبنان بالتفاهم مع "حزب الله" ومع "القوات" لنا ولهم. واذا لم تكن هناك من مصالح مشتركة فلا تكون الاتفاقات".
واعتبر أنّ وظيفة الاستطلاع الرئاسي تحديد خيارات المسيحيين، "لربما هناك من ينتظر مخرجاً مشرفاً". وقال ردا على سؤال "في حال تبوّء جعجع المركز الأول سأقدم له التهنئة وأنزل الى المجلس لانتخابه اذا كانت هذه ارادة المسيحيين. لا يمكن اللعب بمسألة كبيرة بهذا الحجم تحصل برعاية البطريرك الماروني".
عون: القوات كانوا على حقّ والحريري صادق
عون: القوات كانوا على حقّ والحريري...لبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
4033
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro