داء من الحقد الدفين ظهر بتسجيل صوتي بين عنصرين مؤيدين لحركة أمل على خلفية إشكال عدشيت، ففضح عددا من الإشكالات التي حصلت في العديد من القرى الجنوبية اللبنانية، لكن تم التستر عليها ربما حفاظا على ما يدعى "التحالف الشيعي بين حركة أمل وحزب الله".
هذا التسجيل الكفيل بأن يفتعل حربا (شيعية-شيعية)، أثبت أن القول "متل رمانة والقلوب مليانة" ينطبق تماما على جمهوري حركة أمل وحزب الله حيث أن إشكالات الفترة الأخيرة خير دليل على مدى الإحتقان الداخلي بين مناصري هذين التنظيمين، لدرجة أن الحقد السياسي المتجدر بين الطرفين ، بدأ يترجم على أرض الواقع بأسلوب يعتبر خطيرا على الطائفة الشيعية.
ولا يخفى أن البغض الشديد بين الفريقين يعتبر قضية قديمة لم يستطع التاريخ أن يمحو بصمتها عن المشاعر الدفينة على الرغم من كل التطورات التي حصلت والتي أدت إلى تحالفات سياسية والتي سكّنت من حدة هذه المشاعر علانيا، لكن الذي دفع الجمهورين إلى الإنفجار علنا في هذا الوقت بالتحديد وكأنهما عدوين لا صديقين سياسيا؟
فبالإجابة عن هذا السؤال هناك الكثير من التحليلات التي نستطيع طرحها لكن انطلاقا من الكلام المتداول في التسجيل ومن الواقع (خصوصا أنني أحاكي واقع الجنوب) نجد أن لا دور حاضر لحركة أمل، فوجودها بدأ بالتقلص في القرى والمدن من حيث التمثيل في المجالس البلدية أو في المجالس الإختيارية وحتى في نسبة التأييد الشعبي، كما أنه منذ تدخل حزب الله في الشأن السوري واتخاذ رئيس حركة أمل موقف الحيادي زاد الشرخ بين هذين الصديقين ظاهريا، العدوين باطنيا، بالإضافة إلى أنه في ظل التغييرات التي تحصل يبدو أن استبعاد حركة أمل من صفقة سياسية الجديدة محتملة، أحد الأسباب التي أدت إلى الإنفجار وأبقت الرغبة في انتقام كل طرف لرئيسه مدفونة حتى سنحت الفرصة بفتح الباب لإخراج البغض والكره وترجمتها عبر الإشكالات.
وانطلاقا من هنا، أين رؤساء الحزبين مما يحصل؟ وهل ستؤثر الإشكالات سلبا على تحالف رؤساء الهرم الشيعي؟
سؤال ..إجابته برهن التطورات