أطلق "فيسبوك" أداة لإضافة ألوان قوس قزح لصور حسابات مستخدميه، وذلك تعبيراً عن تضامنهم مع زواج المثليين. الملايين غيروا صورهم. لكن ثمة من اتهم الموقع بتنفيذ تجربة نفسية جديدة على مستخدميه. فهل فعلها "فيسبوك" فعلاً؟
خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، أطلق موقع "فيسبوك" أداة يستطيع الأشخاص من خلالها تعديل صورهم الشخصية الرئيسة بحيث تظهر ألوان قوس قزح شفافة فوقها، وذلك تعبيراً عن تضامنهم مع إقرار زواج المثليين في الولايات المتحدة. وجاء إطلاق "فيسبوك" لهذه الأداء المسماة "احتفل بالفخر" (Celebrate Pride) متزامناً مع قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة بأن المساواة في الزواج هي حق دستوري حتى بين مثليي الجنس. وفي وقت قصير، غيّر ملايين الأشخاص صورهم الشخصية تضامناً واحتفالاً، إلا أن الكثير من النقاد سارعوا إلى اتهام شبكة التواصل الاجتماعي بتنفيذ تجربة نفسية جديدة على مستخدميها، وفق ما ينقل موقع "ميرور" البريطاني الإلكتروني.
تجربة نفسية؟
كما أشار مقال نشره موقع "أتلانتيك" الإلكتروني إلى أن "فيسبوك" مشهور بما يعرف بـ"حصاد البيانات" وقدرته على التحليل، وأنه قد أجرى تجارب على التعامل مع مزاجات الناس وسلوكهم أثناء عمليات التصويت. ويلاحظ موقع "ميرور" الإلكتروني أن شركة "فيسبوك" مهتمة جداً في كيفية انتشار الأفكار من خلال موقعها. ففي عام 2013 قام أحد محلّلي البيانات العاملين لدى "فيسبوك" بدراسة كيف أصبح شعار إحدى حملات حقوق الإنسان، وهي علامة المساواة الحمراء بين المثليين وغيرهم في الزواج، شائعاً بين المستخدمين.
ووجد الباحثون أن احتمال تغيير مستخدمي "فيسبوك" لصورهم دعماً لزواج المثليين يكون أكبر إذا قام أصدقاؤهم بفعل ذلك، وهذا يختلف تماماً عن مقاطع الفيديو واسعة الانتشار على الشبكة الاجتماعية، فمستخدمو "فيسبوك" يميلون إلى عدم مشاركة وتبادل مقاطع الفيديو التي قام أصدقاؤهم بمشاركتها.
وما لم يستطع بحث عام 2013 إثباته هو مدى تأثر مستخدمي "فيسبوك" ومدى تغيير وجهات نظرهم بشأن قضية حقوق إنسان مشحونة سياسياً ومثيرة للجدل، مثل المساواة في الزواج والسماح بزواج المثليين. ومن خلال إنشاء أداة تسمح للناس بتغيير صورهم الرئيسة على فيسبوك، تمكن موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم من استكشاف هذا السؤال بشكل أكثر عمقاً.
الاحتفال ثم التجربة؟
لكن متحدثاً باسم "فيسبوك" قال لموقع "أتلانتيك" الإلكتروني إن الأمر "لا يتعلق بإجراء تجربة". لكن كارل ميلر، وهو باحث في وسائل التواصل الاجتماعية، يعتقد أن "فيسبوك" أراد في الأصل من خلال إطلاق هذه الأداة الاحتفال بمساواة المثليين وبتمكينهم من الزواج في الولايات المتحدة، وفق ما ينقل موقع "ميرور" الإلكتروني. لكنه أوضح أيضاً أن شركة "فيسبوك" لديها كل الحق في دراسة كيفية انتشار صور قوس قزح من خلال شبكتها الاجتماعية، مضيفاً أنه سيكون من المدهش إذا تبين أن "فيسبوك" قام بالتجربة في المقام الأول، ثم بعد ذلك بالاحتفال بهذا الحدث التاريخي.