يقف نادي النجمة التاريخي والعريق على حافة الهاوية. هذا هو واقع الفريق حتى الساعة مع غياب أي بصيص أمل أو مؤشرات تدل على إمكانية الوصول إلى حل مادي في النادي يؤمن الالتزامات الكبيرة التي تنتظره. 100 ألف دولار تكفي نادي النجمة هذا الصيف كي يفي بالتزاماته قبل انطلاق الموسم، ولكن لا يوجد من يدفع هذا المبلغ. نادٍ بحجم نادي النجمة غير قادر على تأمين 100 ألف دولار.
أمر طبيعي حين يتوحد الموقف السلبي لجميع الأطراف في وجه نائب الرئيس صلاح عسيران الذي يعتبر الممول الرئيسي للنادي مع آل الحريري. فالمساعي التي قادها عسيران لتأمين ممولين يساعدونه في العبء الثقيل الذي يقوم به منذ سنوات باءت بالفشل حيث كان الموقف الموحد: لا نستطيع الدفع. فجميع الأطراف مستعدة لتوفير كل دعم معنوي لعسيران، لكن لا يمكن تقديم دعم مادي. موقف صادر عن أعضاء اللجنة الإدارية ومحبي النادي، وحتى الراعي نظراً إلى الظروف الاقتصادية الطاحنة.
والمفاجئ أن كل الكلام عن أن جهاد العرب هو رئيس نادي النجمة المقبل، هو كلام في الهواء، ما دام المسؤولون في النادي غير قادرين على التواصل معه، نظراً إلى وجوده خارج البلاد معظم الوقت. كذلك لم يدفع العرب أي قرشٍ حتى الآن لنادي النجمة منذ انتخابه عضواً في الإدارة. وهناك ترحيب عام بتسلّمه سدة الرئاسة، لكن يجب التواصل معه قبل ذلك، وهذا أبسط الأمور.
عسيران من جهته حسم قراره بعدم دفع أي قرش ما لم تتحرك الأطراف الأخرى لمساعدته مادياً، علماً بأن العمل الإداري في نادي النجمة محصور بثلاثة أشخاص فقط: صلاح عسيران، سعد الدين عيتاني وسامي الوزان. وهذا يفتح الباب على الهمس الدائر حول وجود توتر بين عسيران وعيتاني والكلام عن تفرّد عيتاني بالقرارات. وقد يكون عسيران أفضل من يحسم هذا الجدل حين يقول لـ"الأخبار" إنه "لا مشكلة مع سعد. وإذا كان صحيح أنه يعمل وحيداً، فهذا سببه عدم وجود أشخاص مستعدين لمساعدته. فحين يكون الفراغ كبيراً وهناك مليون مسألة تحتاج إلى حلّ ولا يوجد من يقوم بحلها فحينها لا يمكن أن تلوم شخص قرر أن يعمل وحيدًا". ورأى عسيران أن الضغوطات كبيرة على عيتاني، وإذا أخطأ في مكان ما فهو بسبب حجم هذه الضغوطات، "كذلك، فإن الألم والمعاناة مشتركة، وبالتالي فنحن في مركب واحد ولا وجود لخلافات. وحتى قضية المدرب الألماني ثيو بوكير والكلام عن رغبتي في بقائه مقابل رغبة عيتاني في رحيله، غير قائمة، نظراً إلى وجود مشكلة مادية. فكيف يمكنني الإبقاء عليه وهو لديه أربعة رواتب في ذمة النادي، علماً بأنه تعاطى إيجابياً مع النادي، وهو مستعد للانتظار حتى تتوافر الأموال".
ويختم عسيران حديثه بإطلاق صرخة لجميع محبي النادي قائلاً: "حرام أن يكون نادي بعظمة نادي النجمة ولا يجد من يمدّ يده إليه حتى يسقط أكبر وأعرق ناد في لبنان".
ويأتي كلام عسيران كي ينصف عيتاني الذي يتعرض لهجمة على اعتبار أنه متفرد في قراره وهو قد ألغى الإدارة، في حين أنه الوحيد مع الوزان الذي يعمل على الأرض، وهو لا يمكن أن يكون بهذه القوة كي يلغي جميع أعضاء الإدارة، إلا إذا ألغى معظمهم نفسه أو هرب من الساحة كي لا يتورط بالتزامات مادية حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
بانتظار أن يستفيق المعنيون بنادي النجمة والمحبون له، تبدو الأمور سوداوية في النادي الأكبر جماهيرياً قبل ثلاثة أشهر على انطلاق الموسم الجديد. فنادي النجمة يبحث عن ممولين في حين أن الأندية الأخرى تبحث عن لاعبين محليين وأجانب. ونادي النجمة يحاول الهروب من السقوط في الهاوية في حين أن فرق أخرى تسعى للوصول إلى القمة، كالأنصار، أو أن تحافظ على موقعها فيها كالعهد.
(عبد القادر سعد – الأخبار)