مبارك للناجحين وحظ أوفر للراسبين كلمات نسمعها وتتردد عند ظهور نتائج الإمتحانات الرسمية ، ولكن لم يعد اللبناني يتوقف عند الكلمات ، ولا عند الإهداء والإحتفالات البسيطة ، هو ببساطة لم يعد يعرف كيف يعبّر عن فرحه أو إنفعالاته ، من دون مفرقعات و "مشط" رصاص.
ويقولون أن الشعب اللبناني فقير ، غير أنّه وعلى الرغم من حالة اللبناني الضيقة "بيتدين ليتزين " ،إلا أنه يستطيع في مختلف المناطق تكبد مصاريف كلّ هذه المفرقعات والألعاب النارية بكل المناسبات على إختلاف أهميتها.
فمع صدور نتائج الإمتحانات الرسمية ، وجدنا أنّ النجاح إقترن بالنار ، فالشعور بالنجاح لا يتحقق، إذا لم يتم إطلاق بعض الأسهم المدوّية في منتصف الليل والنهار وربما لعدة أياموهذه المفرقعات الفوضوية مشكلة حقيقية ، ففضلاً عن كونه عامل إزعاج بسبب الأصوات المدوية ، فهي تشكل أيضاً تهديداً حقيقياً للسلامة العامة وسلامة المواطنين والدليل الأول على ذلك إحراق مساحات خضراء وإبداء المواطنين امتعاضهم مما يحصل عبر مواقع التواصل الإجتماعي... كما أن هناك عامل نفسي سيء ، فالراسب يشعر بالمرارة نتيجة سماعه أصوات الفرح ، فيا مطلق النار إبتهاجاً ، إذا إبنك نجح ما تحرق السما والأرض و ما تقتل إبن غيرك!"
إن هذه الظاهرة تجاوزت كل الخطوط الحمر ، حيث أصيب الشاب مصطفى ميقاتي من بلدة القرقف في عكار برصاصة طائشة في جراء رصاص الإبتهاج في المنطقة أثناء صدور نتائج الشهادة المتوسطة وتم نقله إلى أحد المراكز العلاجية حيث سادت موجة من ردود الفعل المستنكرة لتلك الظاهرة الخطيرة ، إضافةً إلى إدخال أكثر من 10 شبان إلى طوارئ مستشفيات المنطقة للعلاج من حروق وجروح جراء موجة المفرقعات .
كل هذا والشهادة هي شهادة متوسطة لا تغني الناجح عن عمل محترم فماذا لو كانت شهادتهم شهادة بكالوريا لنقول بوقتها، "الله يسترنا".