إن لم يتعلم الأطفال التفكير بمفردهم، وكان الأهل هم الذين يفكرون دائماً عنهم، فغالباً ما يصبح الطفل أو المراهق تابعاً لأقرانه في اختياراتهم وتصرفاتهم، والتي قد تأتي بنتائج غير مرضية.
على الأهل أن يعوا أن أهم التجارب التي سيمر بها الطفل عند الكبر مبنية على قدرته بعمل الأمور التالية، لتجنبه مخاطر أن يصبح تابعاً لغيره:
1. أن يتعلم كيف يفكر بمفرده: أغلب الآباء والأمهات يسعون إلى أن يكون طفلهم الطفل المثالي الذي لا يخطئ، ولكن الخطأ هو الذي يجعل الطفل يمر بتجربة العواقب، وهنا يأتي دور الأهل لتوضيح الخطأ والإرشاد بأسلوب يمنح الطفل فرصة التفكير بمفرده ومواجهة تصرفاته، وكذلك تعزيز ثقته بنفسه والثناء الدائم على تصرفاته الجيدة.
2. تحمل مسؤولية أفعاله واختياراته: منح الطفل فرصة اتخاذ قراراته مهمة جداً؛ كي يتعلم من العواقب، ولكن طبعاً هذه الاختيارات بحدود، فلا مانع من أن يصر طفلك ذو السبعة الأعوام على أن يلبس معطفاً شتوياً في أشهر الصيف، أو العكس، فليخض التجربة. واسأليه بعدها عن رأيه لا رأيك أنت، فمن المهم أن يشعر بتبعات هذه الاختيارات، مناقشة الطفل بالشخصيات عند مشاهدة فيلم عائلي أو برنامج كارتوني، مهمة جداً لتحليل تصرفاتهم ونتائج خياراتهم.
3. تعلم حل المشاكل والتعامل مع المعوقات: لن يتعلم الطفل حل مشاكله إن استمر الأهل في التصرف نيابة عنه، والتعليم هذا يأتي عن طريق خوض تجارب صغيرة وبسيطة في الحياة اليومية، والتي يتعرض لها دائماً كخلافه مع إخوته عند اللعب، أو عدم الاتفاق على مشاهدة برنامج معين، ولكن عندما يكون الطفل قد تعلم النقطتين السابقتين، وهما التفكير وتحمل مسؤولية الاختيار، فسيتمكن من التجاوب مع الأهل بأن يتوقف قليلاً عن المشاحنة ويفكر بحل المشكلة، بالطبع مع دعم الأهل على تشجيعه بإبداء رأيه ومشاركة رؤيته بالحل، وإعطاء حرية تنفيذ ما يراه مناسباً، طالما لن يسبب أي ضرر أو مخاطر.
4. تعلم المفاوضة عند النزاعات: التفكير بمشاعر الآخرين واحترام النفس، هما الأساس لتعلم المفاوضة والتحكم بالغضب، عدم ضرب الطفل كتأنيب سيعلم الطفل أن الضرب ليس أسلوب تعامل عند النزاع، فهو ينظر للأهل كمثال، كلما كنت هادئة وفعالة في أسلوبك، تعلم نقل هذا الأسلوب لحياته، كذلك إعطاء الأهمية لخلافاته في مرحلة طفولته وعدم النظر لها على أنها مجرد خلافات صغار، فتعلم التعامل يبدأ من هذه المرحلة؛ ليتجنب الانجراف في مشاكل كبيرة وخطرة عندما يكبر. 5
. المساهمة والمساعدة: السعادة في العطاء، وأن يكون طفلك مساهماً بنشاط واحد على الأقل كعمل تطوعي أو خيري في منطقته، سيعود عليه بفوائد كثيرة أهمها تعزيز ثقته بنفسه، دوره الفعال مع من حوله وأهمية عمله التي تجلب له السعادة عند إسعاد الآخرين.