لم تكن الإنتخابات في الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني لمستقلي "حركة 14 آذار"،مختلفة عن غيرها من الإنتخابات التي تجري في البلديات أو المجالس النيابية أو الوزارية، حيث نجد أن كراسي الرئاسة جميعا متشابهة من حيث غياب عنصر الشباب.
فالرجل اللبناني سمير فرنجية الذي يملك تاريخا من العمل السياسي في لبنان، بدءا من العام 2000 حيث انهزم امام جان عبيد حتى فوزه بالإنتخابات النيابية عام 2005، أصبح الآن رئيسا للمجلس الوطني لمستقلي 14 آذار، وكأن بلبنان خال من فئة الشباب القادر على فهم التكامل بين المفهوم الحزبي والمدني أكثر من رجل، أصبح عمره فارقا بين الجيل الجديد ومتطلباته.
فهذه الخطوة التي احتاجت 8 سنوات للقيام بها، كان الأولى من منظميها أن تتم دراستها بشكل أوسع وأكبر وإعطاء دور فاعل للشباب الذي يعتبر أهم صلة وصل بين المجتمع المدني وحاجاتهم وآرائهم وبين هذه المجالس السياسية. وللتأكيد على الدور الفاعل الذي يلعبه الشباب في الحياة السياسية نستشهد حرفيا بما قاله الأمين العام السابق للأمم المتحدة "لا أحد يولد مواطنًا صالحًا؛ وال أمة تولد ديمقراطية، وإنما المواطنة والديمقراطية هما عمليات متواصلة التطور على امتداد الحياة، ويجب إشمال الشباب منذ والدتهم.
فالمجتمع الذي يقطع نفسه عن الشباب يقطع نفسه عن ما يمده بالحياة؛ ويكون مكتوبًا عليه أن ينزف حتى الموت." وبانتخاب رجل على الرغم من كل الإحترام الذي نكنه له وكل الذكاء الذي يتمتع به إلا انه يقود بهذا المجلس إلى الفشل، حيث أن الجهود التي تبذلها هذه الفئة تجعلهم يشعرون بقيمتهم الفاعلية فنجدهم يقدمون أقسى طاقاتهم نحو هذا الهدف ونجدهم يشجعون غيرهم من الشباب على الإنخراط معهم في نشاطاتهم،مشاريعهم،أعمالهم السياسية مما يضمن نجاح المشروع المنوي القيام به.
فأليس كان الأفضل من فرنجية التنحي عن هذا الكرسي وإعطاء فرصة لجيل يرى نفسه غريبا في وطنه لأن رجالا شبعوا من الحياة واختبروا كل ما فيها على جميع الأصعدة السياسبة والإجتماعية لا زالوا متمسكين بجشعهم في إثبات وجودهم أكثر؟