حتى اللحظة قرار دخول عرسال من جرودها قد إتخذ ولا امكانية للتراجع خاصة وإنّ مناخ المنطقة عاصف ضدّ الإرهاب ولا قدرة لأحد كيّ يمنع من يريد قتال الإرهابيين من جماعة النصرة السورية ما دام الأمريكي قد وضعها على لائحته السوداء .
حتى تيار المستقبل لا يستطيع أن يفعل شيئًا لعرسال اذا ما أرادت التمترس خلف النصرة كمعارضة سورية وسيكون الشاهد الفرح على نهاية مأساة عسكريين وعلى جرود وبلدة يعتبرها فريق 8آذار شرّ البلية ومصدر تخريب الأمن في لبنان .
لذا ستخاض معركة محسومة النتائج دون الإهتمام بالموضوع الطائفي فحزب الله يعوّل على المستقبل كشريك منفّس للإحتقان وممسك بردود الفعل كونه مستفيد من ضرب التطرف في بيئة الإعتدال السُني .
إلاّ أنّ ذلك ليس نهاية المطاف طالما أنّ الشعور السُني يتزايد يوماً بعد يوم ويشعر الكثيرون من أهل الجماعة بأنّهم مكوّن ضعيف أسقط إعتدال المستقبل كل إمكانياته وحوله إلى وجود هشّ في دولة لا مكان فيها الاّ للطائفة القوية .
فبعد حادثة السجناء الإسلاميين ستعيد عرسال فتح حساب طائفي جديد يغدو معها الأمن في لبنان تائهاً من الإنتحاريين الذين سيصلون تباعاً سواءً من هنا أو من هناك ولا قدرة لجهة في منع من يريد أن يموت بواسطة تدابير أثبتت عدم قدرتها على حراسة الأمن بنسبة عالية .
لقد قدر البعض في سياسته العسكرية ما لا يدفع لبنان إلى الأمان بل قد ورطه في حرب ضروس ستأكل ما تبقى من اخضرار طائفي رغم دعوات مستحيلة لتنظيف حدود كبيرة يستحيل معها التخلص من النصرة السورية أو من أطراف سورية أخرى مادام العجز قائماً في حماية حدود تعجز الجيوش عن توفير حمايات لازمة لها .
حبذا لو توصل اللبنانيّون وبواسطة الحكومة المغلوب على أمرها إلى حلول منسجمة مع مصلحتنا الوطنية لكان ذلك أقرب للتقوى ولتُمكّن لبنان من إجتياز مرحلة من أصعب مراحل وجوده حتى لا نعطي المتربصين بأمن لبنان فرص النيل منه وجعله مكبراً للصوت في حرب طائفية بغيضة .