رأى عضو كتلة "المستقبل" النائبأحمد فتفت أن "المشكلة تكمن أن ما فعله "حزب الله" وما يفعله في سوريا شكل نوعا من كربلاء سنية، وعدم استدراك الخطأ، والاستمرار في السير فيه سيخلقان مشكلة تاريخية"، مؤكدا أنه "من هنا يجب علينا الفصل بين "حزب الله" كحزب هيمنة وبين الطائفة الشيعية".
ولفت فتفت في حديث صحفي الى أن "هناك تجارب تاريخية في هذا المجال، فالشعب الألماني كان في معظمه يؤدي التحية النازية، ولكنه عاد وشارك بجل مكوناته في بناء السلم في أوروبا. كذلك في لبنان كان يقال إبان فترة الحرب إن القوى المتصارعة غير ممكن أن تعود وتتلاقى. الأمور لم تسر على هذا المنوال، بل التقت تيارات وأحزاب كانت متحاربة ودخلت في أحلاف سياسية وانتخابية مع أعداء الأمس"، معربا عن تفاءله بـ"قدرة الناس على معالجة أمورها دون اللجوء لمزيد من الانتحار".
واكد انه "دائما تنجح التيارات المتطرّفة في لحظة الحرب في الإمساك بزمام طوائفها، ولكن ذلك لا يستتبع لاحقا استمرار الطوائف في الانجرار في الخطأ إلى النهاية. أنا لست متشائما، لأن التجارب التاريخية في لبنان وفي غير لبنان أثبتت أن الخطاب العقلاني لا بد أن يلاقي استجابة عقلانية في نهاية المطاف"، معتبرا "أننا أمام طموح توسعي إمبراطوري فارسي إيراني كبير".
وأشار الى أن "هذا المشروع يمكن أن يتسبب في انعكاسات كبيرة على لبنان، ففي حال سقط الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مفاجئ أو حدثت تطورات دراماتيكية سريعة نكون أمام احتمالين. يقول الاحتمال الأول إن إيران و"حزب الله" سيميلان إلى اعتمداد مقاربة أكثر تعقلا وواقعية، ولكن السوابق لا تدعم هذا الاحتمال. والاحتمال الثاني والذي أخشى من اعتماده هو أن يميل الحزب وإيران من ورائه إلى اعتماد سيناريو حوثي في لبنان، ومحاولة السيطرة على السلطة في لبنان”.
واعتبر أن "منطق السيطرة مصيره الفشل وعلى العموم فإن "حزب الله" يحاول تطبيق منطق السيطرة منذ العام 2006 دون أن ينجح. هذه المعركة مصيرها الفشل دون شك، ولكن الخطورة تكمن في أنها قد تكلف لبنان الكثير بل ربما تكلفه وجوده"، لافتا الى أنه "إذا دخلنا في حرب أهلية جديدة فإن إمكانية ضبطها ستكون صعبة للغاية في ظل وجود أسس دولة لبنانية لا زالت تتكرر فيها طروحات من قبيل المؤتمر التأسيسي أو حقوق الطوائف أو المثالثة وغيرها من طروحات لا تهدف سوى إلى إلغاء العيش المشترك وضرب اتفاق الطائف تمهيدا لإلغاء لبنان".