قبل يومين من إنتهاء المهلة للوصول إلى الإتفاق النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني ، وبينما أبدت المنسقة الأوربية للسياسة الخارجية فدريكا موغريني عن تفاؤلها بأنّ الإتفاق ، [ الذي سيتم] إتفاق جيد، ولكن الإعلام الأميركي وبتأثير واضح من التيار المسيطر على المجلسين، يقوم بشن دعاية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود، تحسباً لإخفاق المفاوضات.
حيث أنّ إخفاق المفاوضات لن يعيد العقوبات إلى أسوء مما كانت ولم يعد هناك عقوبة لم يفرضها المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا ضد إيران ، والأميركيون يعرفون حقيقة أن أوروبا ليست مستعدة للتناغم معها إلى الأبد في القضاء على الإنجازات النووية الإيرانية ، بحال تزايد منسوب الإبتزاز الأميركي .
بناءً على تلك الحقيقة منذ الآن يحاول الإعلام الأميركي تحميل إيران، وزر أي إخفاق محتمل للمفاوضات.
ورأت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم أنّ على الولايات المتحدة العمل من أجل إظهار إيران، كالسبب الرئيس في فشل المفاوضات ، لتهيئة الأرضية لفرض المزيد من العقوبات ضدها ، ممّا يدل على عدم ثقة الأميركيين بأوروبا والصين لإستمرار العقوبات أو فرض المزيد منها ضد إيران، بحال ظهور الولايات المتحدة بمظهر السبب في فشل المفاوضات .
أضافت بلومبرغ بأنّ الشروط التي وضعها مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي على الإتفاق، من رفض التفتيش للمواقع العسكرية ورفض مدة 10 أو 12 عاماً لتجميد الأنشطة النووية كل منهما يكفي لإفشال المفاوضات .
ولم تشر تلك الوكالة إلى حجم وأهمية التنازلات التي قبلت بها إيران مقابل رفع العقوبات عنها ، وخاصة تخفيض مستوى التخصيب ووضع جميع المنشآت النووية بمعرض التفتيش والتحقق الدوليين ، ممّا يجعل من المستحيل حرف إيران عن المسار السلمي في أنشطتها النووية.
يبدو أنّ تهديد إيران بفرض المزيد من العقوبات أو شن هجوم عسكري ضدها بحال فشل المفاوضات لم يجدِ نفعاً ، لأن أولى تداعياتها سيكون تملص إيران من جميع تعهداتها وخروجها من المعاهدات التي تمكن المنظمة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المواقع النووية والتحقق منها .
كما أنّ تلك البدائل ستكون لها تداعيات على المستوى الإقليمي وتهدد المصالح الأمريكية في المنطقة خاصة في ظل تصعيد الجماعات الإرهابية التي تتطلب الإجماع الدولي ومشاركة إيران ، في القضاء عليها .
والعميات الإجرامية التي نفذتها داعش يوم الجمعة الماضية في ثلاث قارات وفي يوم واحد ، تُفيد بأنّ المجتمع الدولي ومعه الولايات المتحدة ، كان مبالغ في تقدير البرنامج النووي الإيراني كمصدر تهديد للعالم، حتى بعد قبول إيران بالتنازلات النوعية التي تطمئن العالم عن سلمية أنشطتها .