تعددت الأساليب والهدف واحد، احتيال وتلاعب بعواطف المواطنين، فمن إدعاء للمرض و"الشحادي"على الأولاد، بدأ مستغلو مشاعر الإنسانية باعتماد أسلوب جديد وهذه الطريقة يعتمدها سائقو "التاكسي" فاحذروا منها.
فقد أخبرتنا إحدى الفتيات التي تسكن في الضاحية الجنوبية في منطقة المريجة وتدعى (م،ح) أنها اوقفت تاكسي لتصل إلى مبتغاها، فتفاجأت بصاحب التاكسي حيث بدأ يروي لها قصة أخته المريضة التي دخلت إلى المستشفى لتموت بخطأ طبي حسب ادعاءاته، ثم كيف علمت والدته بخبر وفاة امه فمرضت ولم ينس ذكر أدق التفاصيل شارحا لها ماهية المرض وذاكرا اسم الدكتور الذي طلب منه للعملية مبلغ مالي قيمته 10000 دولارا، ليرأف قلب الطبيب بسائق التاكسي، بعد أن علم ان سيارته بإيجار شهري قيمته "50 ألف"، ويعمل من السابعة والنصف صباحا حتى السابعة والنصف مساء،خفض له قيمة المبلغ إلى 1000 دولار".
تقول (م،ح) كل هذا ولم اعلم لما يحدثني بذلك إلى ان وصل في النهاية إلى القول"نحنا بشهر رمضان غذا بتحبي تساهمي أو تساعدي لو ب 1000 ليرة أو 2000، حسب قدرتك، هيدا شهر فضيل والمساهمي حلوي"يغني باختصار "سرقة وعلى عينك يا تاجر" ورغم إصراره عليها إلا انها لم تعطه، لتتفاجأ بعدها وبالصدفة ان جارتها وقعت ضحية لذلك المحتال قبل شهر رمضان المبارك حيث اوجعها قلبها على قصته المأساوية لتبادر وهي واثنين من الركاب إلى إعطائه المال".
وأما الاسلوب الآخر الذي بدأ المحتالون باعتماده هو اسلوب قد يودي بحياة المواطن إذا لم يستجب لطلبه وهذه القصة حصلت منذ يومين مع الحاج ابراهيم من سكان الشياح، حيث كان عائدا من الجنوب إإلى بيروت وعلى اوتوستراد خلدة اوقفته امراة برفقة ولديها، وطلبت منه ان يقدمها "شوي لقدام"، وبعد ان صعدت استغلته بالحديث عن الفقر والمعوزة التي تعيشها واولادها وطلبت منه المال، فوقع ضحية "طيبتو" واعطاها 10 ألاف ليرة لتهدده بانها ستصرخ وتقول أنه خطفها غن لم يعطها أكثر، علما أن المرأة لبنانية أيضا، فأعطاها 20 دولارا ليقول الآن "التوبة بعد شوف حدا بدو مساعدي وساعدو ولو كان عم يموت".
إذا"، يبدو ان استغلال الإنسانية والعواطف اصبحت عادة سهلة للحصول على القوت اليومي بدون تعب أو ملل، فهذه الظاهرة التي تزداد يوميا والتي أصبحت تتفشى في لبنان بشكل كبير، حيث بتنا نجد امام كل شارة سير او تحت أي جسر فتيات وفتيان تحت السن القانونية يطلبون المال بطريقة لا تخلو من مناشدة ذاتك العاطفية، وإن لم تلبيهم"يا ويلك من الله"، هكذا تقول الآنسة فاتن التي أبت ان تقدم لإحدى المتسولات المال لتقول لها الأخيرة "شو هيدا ما عاد فينا نحكي معن ما عاد حدا عم يعطينا الله لا يوفقهن".
هذا الأمر يتطلب من الدولة ومن الجهات المعنية والمختصة بعمل الأحداث مراقبة اوضاعهم ويتطلب من القوى الأمنية توقيف كل شخص يحتال على الآخر بحجة المرض عأساس إنو اللبنانيي جيابهن ملياني لينسرقوا بهالطريقة".