المنتَحِرُ نَحَرَ نفسَه وأنفُسَاً يقيناً منه أنَّهم كفرة وهو المؤمن ، ومن خلالهم يشقُّ طريقَه نحوَ جنَّةِ الله وبانتظاره الحورُ العِين ، مشهد الأشلاء في تونس الخضراء والكويت الكريمة وفرنسا الرومانسية أبكانا وأحزنَنَا ، لا لشيء إلاَّ لأنّ القتل باسم الله والإسلام والدين والسنَّة النبوية والمظلومية .
وأرى أنَّ المنحورَ هو الحضارة الإسلامية بما تحمل من قيمٍ روحيةٍ وإنسانيةٍ والتي يعمل التكفيريون الظلاميون على طمس معالمها،وهم الذين يحجبون شمس الإسلام أن تشرق على العالم أجمع .
فداعش وأخواتها ومن تشقق وإنشق وما انبثق عنها لا يمزحون ، فهم حركة عقائدية لأجلها تفجَّر الأجسادُ وَتُبْذَلُ الأرواح ، ولعل تونس والكويت وفرنسا قد أصيبوا بداء فيروس التكفيريين ، والذين هم حلفاء التخلّف والجهل والتدمير .
وما لبنان عن خطرهم ببعيد ، ولا نستخف بردة فعلهم طالما أنّ عقيدتهم مصنوعة ومعجونة بالسمّ القاتل علماء السوء والعمالة ، وثمرة تلك العقيدة إنتاج جنود من الأطفال والشباب حيث أكثرهم مصابون بداء الجنون والمرض النفسي والعاهات الخلقية والأخلاقية .
فالعملية الإنتحارية التي جرت ضد الآمنين هي نتاج فكر تكفيري خرج من رحم معامل بعض المساجد والمعاهد التي يشرف عليها تجار الدين والدماء ، فلا غرْوَ إنْ تكررت تلك الحفلات الإجرامية في بلدان أخرى ما دام مشايخ الفتنة تتسلق المنابر وتخدِّرُ الشباب بسمومها فيقدّم الانتحاري نفسَه جسداً تتطاير شظاياه إجباراً لا اختياراً،لأنَّ عقيدتَه الظلاميةُ تأمره بذلك ليكونَ من الشهداء،لذا كانَ الله في عون الإسلام والمسلمين ورحمة الله على شهداء الكويت وتونس وفرنسا ، ولعنة الله على المنتحر حيث مصيره جهنَّمَ وبئس المصير وأصلحَ الله أحوالَنا .