أديب ومفكر مصري راحل، اتسم بعدم التأثر بأي اتجاه وإيمانه بحرية النقد الأدبي، كما اشتهر بكتاباته المدافعة عن الديمقراطية.ولد “عباس محمود العقاد” يوم 9 يونيو عام 1889م في محافظة أسوان بصعيد مصر، التحق بالكُتاب وهو في السادسة من عمره لتعلم القران الكريم ثم قضى أربع سنوات بالمدرسة الابتدائية كانت هي ختام دراسته التعليمية وبداية لرحله طويلة من التثقيف الذاتي .
عمل العقاد بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، إلا أنه استقال منها واحدة تلو الأخرى بعد أن مل من العمل الروتيني، واتجه إلى العمل بالصحافة مستعيناً بثقافته وسعة إطلاعه، حيث كان مولعاً بالقراءة في مختلف المجالات، وكان ينفق معظم نقوده على شراء الكتب.تتلمذ “العقاد” على يد المفكر والشاعر “محمد حسين محمد”، واشترك مع “محمد فريد وجدي” في إصدار صحيفة الدستور التي أتاحت له الفرصة لكي يتعرف على الزعيم “سعد زغلول”، إلا أنه اتجه بعد توقف الجريدة إلى كتابة بعض المقالات لمجلة فصول وجريدة “البيان”، بالإضافة إلى عدد من المقالات النقدية لجريدة “عكاظ”.
ساهم الأديب “عباس محمود العقاد” في إثراء الحياة الفكرية والأدبية في مصر والعالم العربي من خلال أكثر من 102 كتاباً في الأدب والتاريخ والاجتماع، كما وضع في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب “الديوان في النقد والأدب” بالاشتراك مع المازني، والذي أصبح عنوانًا لمدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان.قام أيضاً “عباس العقاد” بتأليف حوالي 11 جزءاً من الشعر خلال الفترة (1916 – 1958م)، إلى جانب سلسلة العبقريات الإسلامية التي تناولت بالتفاصيل سير أعلام الإسلام، منها “عبقرية محمد” و”عبقرية عمر” و”عبقرية خالد”، وغيرها من المؤلفات الدينية أبرزها “الفلسفة القرآنية” و”الإنسان في القرآن الكريم” و”مراجعات في الأدب والفنون”.
بالإضافة إلى عدة كتب في السياسة يأتي في مقدمتها: “الحكم المطلق في القرن العشرين”، و”هتلر في الميزان”، وأفيون الشعوب”، و”فلاسفة الحكم في العصر الحديث”، و”الشيوعية والإسلام”، و”النازية والأديان”، و”لا شيوعية ولا استعمار”.
في عام 1931م أصدر “العقاد” للمرة الأولى والأخيرة قصة لفيلم “أغنية القلب”، كما كتب عام 1932م ما يقرب من 15 سيرة ذاتية عن شخصيات بارزة منها الزعيم “سعد زغلول” والفيلسوف “ابن رشد” و”بنيامين فرانكلين” و”فرانسيس باكون” موضحاً في كتاباته أسباب عظمة هؤلاء الشخصيات.على الرغم من تقدير “العقاد” للمرأة واحترامه لها حيث قام بكتابة ثلاثة كتب دعا فيهما إلى المشاركة الكاملة للمرأة في المجتمع، إلا أنه عاش أعزب بدون زواج وقام بتأليف رواية واحده تسمى “سارة” روى من خلالها تجربته الشخصية مع المرأة الوحيدة التي أحبها.
أصبح “العقاد” عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1940م، ثم عضواً في المجلس الأعلى للأدب والفنون عام 1956م، وفي عام 1960م مُنحه الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” جائزة الدولة التقديرية تقديراً لإسهاماته الأدبية.
عُرف الأديب والمفكر “عباس العقاد” بمعاركه الفكرية مع الدكتور “زكي مبارك” والأديب “مصطفى صادق الرافعي” والدكتور “مصطفى جواد” و”عائشة عبد الرحمن” حتى توفي يوم 12 مارس عام 1964م.