قتَلَ تنظيم «داعش» 164 مدنيّاً منذ بدء هجومه المفاجئ فجرَ أمس الأوّل على مدينة كوباني في شمال سوريا، حيث تستمر المعارك بينه وبين المقاتلين الكرد في نقاط عدة تمكَّنَ من اقتحامها. في غضون ذلك، برزت مخاوف أميركية من هجوم إرهابي قد يشنّه «داعش» في يوم الاستقلال الأميركي المصادف 4 تموز المقبل.

«داعش» يقتل 164 مدنيّاً في كوباني ومحيطهاقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «عُثِر بعدَ الظهر على 18 جثّة لمدنيّين في شوارع مدينة كوباني (عين العرب)، وبَدت عليها آثار إطلاق الرصاص عن قرب»، مشيراً إلى أنّ هؤلاء قُتِلوا على أيدي عناصر «داعش».

 

وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى من المدنيّين الذين سقطوا إمّا إعداماً داخل منازلهم، وإمّا بقذائف داعش أو برصاص قنّاصته، منذ أمس الأوّل في كوباني ومحيطها، إلى 164.

 

وقُتِلَ 138 من هؤلاء داخل المدينة، بينما أعدَمَ التنظيم 26 مدنيّاً عندما هاجَمَ قرية برخ بوطان جنوب كوباني وسيطرَ عليها لساعات، قبل أن ينسحب منها إثرَ وصول تعزيزات عسكريّة كرديّة إليها.

 

وذكرَ مصطفى علي، الصحافيّ الكرديّ من كوباني والموجود في محيط المدينة، أنّ «70 مدنياً على الأقل محتجزون لدى داعش»، مضيفاً أنّ «المقاتلين الكرد يحاصرون الأبنية التي لجأ إليها إرهابيّو التنظيم، لكنّهم يلتزمون الحذر في إطلاق النار خِشية تعريض حياة المدنيّين للخطر».

 

ووصَفَ المرصد ما حصَلَ بأنّه «من أسوأ المجازر التي يرتكبها التنظيم في سوريا»، مشيراً إلى أنّ «الإرهابيّين دخلوا المدينة بِنِيّة القتل والمَسّ بمعنويات الكرد».

 

وذكر المرصد انّ مئات الاشخاص نزحوا من كوباني منذ بدء الهجوم.

 

وقال مصوّر لوكالة فرانس برس في منطقة الحدود التركية القريبة من كوباني انّ اكثر من 1000 سوري تجمّعوا في الجانب السوري من الحدود، في وقت كانت تسمع اصوات اشتباكات من داخل المدينة.

 

وقال المصوّر انّ الهاربين من المعارك بين تنظيم الدولة الاسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية كانوا واقفين او جالسين ارضاً قرب السياج الحدودي، على مرمى أنظار عناصر الجيش والشرطة الاتراك. الّا انّ معبر مرشد بينار بقيَ مغلقاً من الجهة التركية.

 

وذكر المرصد انّ 10 مقاتلين اكراد قتلوا في معارك كوباني ومحيطها منذ الخميس، بينما قتل 42 عنصراً في صفوف الإرهابيين.

 

في غضون ذلك، قُتِل 20 عنصراً على الأقلّ من القوّات النظاميّة السوريّة، في تفجير انتحاريّ نفَّذَه «داعش» قرب مركز أمنيّ في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، والتي تشهد معارك عنيفة، وفقَ ما ذكر المرصد أمس. وأوضح أنّ «التفجير الانتحاري بعربة مفخّخة استهدَفَ مركز الأمن الجنائي جنوب مدينة الحسكة، ما تسبّبَ بمقتل 20 عنصراً نظاميّاً على الأقلّ»، مشيراً إلى أنّ القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز.

 

وأردف أنّ تفجيراً ثانياً دوّى قرب سجن الحسكة جنوب غرب المدينة، من دون أن يُحدّد هل أوقَع إصابات أم لا، مشيراً إلى احتدام المعارك بعدَ التفجيرَين في محيط السجن ومحيط مقرّ الأمن الجنائي الذي دُمّرت أجزاء كبيرة منه نتيجة الانفجار.

 

ونشر المكتب الإعلامي لـ»ولاية البركة»، وهو الاسم الذي يُطلقه «داعش» على الحسكة، صوَراً على الإنترنت أظهرت جثثاً لعسكريين في الشوارع، قالَ إنّها لـ»الجيش النصيريّ المرتَدّ»، إضافة إلى صوَر صناديق ذخيرة وأسلحة وقنابل ورشّاشات وقذائف صاروخية ومبالغ ماليّة نقديّة، قال إنّها من «غنائم غزوة البركة».

مخاوف أميركية

على خط آخر، أصدرت أجهزة الأمن الأميركية تحذيراً من «تهديدات إرهابية محتملة» قد تستهدف «يوم الاستقلال» في 4 تموز المقبل، بحسب ما أكد مسؤولون أمنيون لـCNN.

 

التحذير المشترك صدر عن وزارة الأمن الداخلي، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، والمركز الوطني لمحاربة الإرهاب، ضمن نشرة استخباراتية تمّ توزيعها على مختلف الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة الأميركية.

 

ولم تتطرّق النشرة إلى تهديد أو مخطط بعينه، وإنما تضمّنت تحذيراً عاماً من تهديدات محتملة، وأشارت إلى أنّ عناصر متشددة قد تقوم بتنفيذ هجمات خلال «يوم الاستقلال»، أو للرد على الرسوم التي اعتبرت «مُهينة» للنبي محمد. 

(الجمهورية )