إنتهت رسمياً "جمعة الغضب " والتي جاءت نتيجة لدعوات أطلقت في مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها لصلاة متضامنة مع معذبي رومية في طرابلس ، يليها إعتصام "إسلامي – إنساني" ينطلق من جامع المنصوري تحت عنوان : "حاكموا المشنوق ومن وراءه وفكوا قيد أسرانا" .
هذا الحدث المتضامن مع ملف المسجونين المعذبين وما ألحق بهم من ظلم و مهانة ، سيطر على الساحة الطرابلسية ، وإنقسمت إثره "الخطب المسجدية " إنقسام الساحة السياسية ، فحاملي الدعوة خصصوا منابرهم بكل "بلاغتها " وشواهدها الدينية وغير الدينية ، لإنتقاد ممارسات المشنوق التي ألحقت المظلمة بالمساجين .
وفي مقابل أصحاب الدعوة من الإسلاميين (كما يسمونهم) والإنسانيين(كما أسميهم) - فالسجون قضية إنسان وليست دين - هناك تيار المستقبل والمساجد التابعة للعمامة الزرقاء ، و خطب هذه كانت في خط مخالف تماماً عن الدعوة والإعتصام ، فإما "إنغمرت في الرمضانيات" أو "دفاعاً عن وزير تيارها " ...
ويبدو أن المستقبل والمشنوق " لم يكونا في غيبوبة عن الحدث" فقد استبقوا خطوة إعتصام اليوم بوضع اللافتات "المبيضة" لوزير الداخلية ، وتعليقها في طرابلس ، لنتساءل هنا هل المشنوق لا يعتبر هذه اللافتات "سياسية" لأنها ممجدة له ؟
وهل ستعدّ إستثناء عن قرار إزالة الشعارات واللافتات والذين كان وزير الداخلية من أكثر المندفعين له لا سيما في المدينو الشمالية ؟!
صلاة الجمعة اليوم كانت صلاة المشنوق بإمتياز ، وبين دعوات على الظالم ، ودعوات للظالم ، إختنقت سماء طرابلس ؟
أما الإعتصام فقد بدأ على خير وإنتهى على خير وسجلت المواقف ، مسيرة جابت شوارع وسط المدينة تردد "فليسقط نهاد المشنوق " وصولاً لساحة عبد الحميد كرامي ، حيث طالب المعتصمون بإستقالة وزير الداخلية بعد ما شاهدوه في الفيديوهات المسربة ، وكان هناك كلمة لمسؤول حزب التحرير أشار بها للتنكيل الذي يتعرض له المساجين ...
صوت طرابلس صرخ وردد "الله عالظالم " هذا الصوت تعارض مع صوت المستقبل ، فالأول يندد والثاني يهلل ، وبين الإثنين هناك المشنوق والإسلاميين و رومية ...
فهل يسقط المشنوق من الشمال ، من هذه المدينة التي إعتبر العديد من أبنائها أن ما علق من لافتات مؤيدة له "لطشة" لوزير العدل أشرف ريفي ...
الأمور في الساحة الطرابلسية مفتوحة على كل الإحتمالات ، وبالأخص أنّ المسرحية التوافقية بين مشنوق – ريفي إعلامية بإمتياز بإخراج أزرق ؟!
ومع كل هذا الضغط والإنفصام ، خرج المصلون اليوم وقالوا كلمتهم إنطلاقاً من بيت الله في اليوم "المجيد" ..
فهل يحقق الله للمظلومين ما لم تستطعه السياسة "الهشة" !
أم أن وقفتهم لا تتعدى صلاة كما كل "صلوات التنديد " سجود و ركوع ... ولا إستجابة لا من زعيم ولا من خالق !