التقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في منزله بطرابلس مدير منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا في جهاز العمل الخارجي الأوروبي هوغاريللي وعرض معه الأوضاع الراهنة في لبنان والقضايا الإقتصادية والإنمائية وما بعانيه لبنان من تداعيات الأحداث في المنطقة. وعقب اللقاء، أوضح الشعار "انني شرحت لممثل الإتحاد الأوروبي من خلال شريط سريع مفصل الأوضاع في طرابلس الإقتصادية والإجتماعية والوطنية والدينية، وتوقفت كثيرا عند المشكلة الإقتصادية لأنها المشكلة الأم التي نتج عنها معظم المشاكل الإجتماعية حتى المشاكل الدينية او ما يسمى بمظاهر التطرف التي ظهرت في المدينة في بعض الأحيان، والحقيقة ان طرابلس كما ذكرت هي مدينة العيش الواحد المشترك فالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي علاقة تكامل وأخوة ومحبة وتقدير وتبادل أكثر من أن تكون علاقة بروتوكولية، كما ان العلاقة مع بقية المذاهب الدينية والإسلامية ترتقي إلى نفس المستوى من الود والإحترام"، مشيراً الى أن "الذي حدث في طرابلس كما ذكرت ليس نتيجة التطرف الديني او انها مشكلة طائفية بل هي مشكلة إقتصادية بإمتياز إستطاعت بعض الأيادي الشريرة والأحزاب ان تستوعب كمية كبيرة من الشباب لإحداث مثل هذه الفتن، لكن أنا كنت مطمئنا ان طرابلس قد تجاوزت كل هذه المحطات، لقد تجاوزت الفتنة الطائفية وتجاوزت الفتنة مع إخواننا العلويين، وتجاوزت الفتنة مع الجيش والتصادم مع الجيش، فقد كان يراهن على ان يكون هناك مرحلة صاخبة كان عنوانها التصادم مع الجيش ولكن طرابلس كانت اوعى وأكبر وتجاوزت كل هذه الفتن".
ولفت الى انه "الآن يتم العمل على ان تكون هناك فتنة بين أبناء السنة ابناء الطائفة الواحدة وقد طمأنت ممثل الإتحاد الأوروبي لكني ذكرت بأن الخطة الإنمائية لا بد من تطبيقها ولا بد من إستيعاب ما لا يقل على الفي او ثلاثة آلاف شاب في الجيش وفي قوى الأمن الداخلي وفي الأمن العام والجمارك حتى نخفف من وجود هذه المساحة الكبيرة من البطالة، وقد ذكرت اننا نحتاج إلى دعم إقتصادي وتربوي وثقافي وضرورة وجود اندية وانشطة لإحتضان الشباب والشابات وإمتصاص طاقتهم من اجل تمتين العلاقة بين المواطن والدولة وتقوية مشاعر الإنتماء إلى الدولة"، مشيراً الى أنه "لقد وعد ممثل الإتحاد الأوروبي مع وفده الكريم بتقديم بعض المشاريع إلى طرابلس عبر البلدية وغرفة التجارة والصناعة وسيكون لهذه المشاريع أثر وخاصة في موضوع المساجين، وقد كانت جلسة مطولة إستعرضت فيها تفاصيل متعددة ربما ذكرت الآن بعض تفاصيلها وان التطرف لا يمكن القضاء عليه إلا بالإستيعاب وبحل المشكلة الإقتصادية وبأن تشعر الدولة المواطنين بأنها هي الأب والأم والعين الساهرة عليهم وأن تقدم لهم خدمات صحية وإجتماعية وتعليمية وترفيهية ورياضية وأعتقد أننا سنتجاوز كل هذه المحطات رغم ضخامة المشكلة لكن الإرادة أكبر والوعي اهم بكثير وإرادة الحياة بإذن الله أكبر من ان تضعف امام اية مشكلة من المشاكل او فتنة من انواع الفتن".
وبدوره أوضح هوغاريللي "اننا جئنا لنطلع على اوضاع طرابلس على الأرض فلدينا قلق كبير عما يشاع عن إضطرابات تتخذ منحى طائفيا ولا سيما لجهة التطرف لدى الفئات الشبابية، ونحن لدينا تجربتنا في هذا المجال ونود مد يد المساعدة لمواجهة هذه الظروف وهذا التطرف ولقد استفدنا جيدا من آراء المفتي الشعار الذي نعتبره مرجعا يمكنه إلقاء الضوء على هذه الأوضاع"، مشيراً الى أن "هناك العديد من المشاريع التي يتم تنفيذها في الوقت الراهن والمساعدات التي نقدمها وهناك أيضا مبادرات من قبلنا لتحسين أوضاع الموقوفين والمسجونين في سجون لبنان، ونحن بطبيعة الحال نعمل أيضا على مشاريع إقتصادية يجري تنفيذها في طرابلس والشمال عموما وسوف نعمل لإيجاد أفضل الطرق لمتابعة الدعم في هذا الإطار".
وأوضح هوغاريللي أنه "بطبيعة الحال هناك العديد من المشاريع في مجال التعليم ونحن نعتبر ان الإستثمار في التنمية البشرية هو الأهم وهذا يسمح لنا في معالجة التطرف، وهناك الكثير من المشاريع والمبادرات في هذا الإطار ويمكن الإطلاع على مختلف المشاريع التي ينفذها الإتحاد الاوروبي من خلال البعثة الأوروبية"، لافتاً الى "اننانمول العديد من المشاريع ولدينا الكثير من المبادرات التي نسعى من خلالها لدعم لبنان ودعم المجتمعات المضيفة للاجئين من خلال تحسين تقديم الخدمات لا سيما ما يتعلق بخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وما إلى ذلك ونقدم دعما للصحة والتعليم ونحاول مساعدة المجتمع المضيف كذلك، لكن لا بد من القول أن الموارد التي لدينا محدودة وبطبيعة الحال مع الجهود الكبيرة التي نبذلها ندرك أن هذه الجهود لا ترتقي إلى مستوى التحديات التي يواجهها لبنان على صعيد اللاجئين السوريين".