ولد شاعرا , عاش في رحاب الفكر والادب أيقظ فيه الإمام الحسين بن علي فطنة الشعر فاستيقظت بين يديه القصيدة ,وافتتح الشعر بكربلاء ..
إبن النجف وما بعدها كل العراق, وحضور يخترق المكان والزمان ..
إنه الشاعر ثائر عبد الحميد العلوي وهذا الحوار ....
ثائر العلوي عرفناه عبر الفايسبوك و نريد أن نتعرف عليه أكثر أن نتقرب منه أكثر فمن هو شاعرنا ثائر العلوي ؟
ثائر عبد الحميد حسين حسن العلوي ,من مواليد عام 1959م / مدينة النجف الأشرف
عملت في مجالات مختلفة منها السياحة وإدارة الفنادق / التجارة وصناعة المفروشات/ الترجمة/ وحالياً أعمل موظفاً في مجال الثقافة في دائرة العلاقات الثقافية العامة/ قسم البيوت والمراكز الثقافية/ البيت الثقافي في النجف الأشرف , متزوج ورب لأسرة زوجتي سيدة علوية وهي ربة بيت ولدي منها خمسة أبناء.. بنتان وثلاثة أولاد والحمد لله.
ثائر العلوي تجربة عريقة في مجال الشعر والقصيدة كيف بدأت هذه التجربة في شاعرنا الاستاذ ثائر ؟
في الحقيقة كانت نشأتي في أسرتين كبيرتين هي أسرة جدي السيد حسين وكذلك أسرة جدي لوالدتي الشيخ جمال الدين إبراهيم يرحمهما الله وكان الأعمام والأخوال متعددي الإهتمامات علمياً وأدبياً وفنياً فعمي الأكبر كان معلماً وخالي الأكبر كان مصوراً فوتوغرافياً ولكن لا أحد منهم كان شاعراً فنهلت من كليهما الكثير مما أمتلك من مدارك فطرية خلقت لدي الإستعداد الكبير لتقبل واستيعاب نواحي مختلفة من الأفكار العملية والنظرية إضافة إلى القصص الشعبية المتوارثة حكائياً والتي كانت الأمهات والجدات يروينها لسد عطشنا كأطفال مولعين بحب الإطلاع في عوالم غامضة تصفها الحكايات وشخوصها الذين عاشوها وفي الغالب تتمحور حول الحكمة والفطنة والإيمان بالحق والشجاعة والحيلة ومنها ما هو فكاهي لا يخلو من التورية طبعاً وهذا ما أثار عندي ولعاً كبيراً نحو التعلم لفنون الكلام وخلق لدي المخيلة التي لا غنى عنها في صناعة الكتابة وبعد دخولي المدرسة تعرفت على ألف باء اللغتين العربية والإنجليزية من السنة الأولى وبدأت أطلب من والدي أن يشتري لي قصص الأطفال المطبوعة بأغلفتها الملونة وصورها الجميلة ثم أطلب من الأقرباء الكبار أن يساعدوني في قرائتها وفهم مفرداتها وهكذا تدرجت من قصص الأطفال إلى مجلاتهم ومن بعدها الروايات ودواوين الشعر وكتب أخرى متنوعة في الفلسفة والنقد والأدب ناهيك عن المواد المقررة في المناهج الدراسية.
هل يتذكر شاعرنا الكتابات الأولى ؟
كنت أصغي باهتمام كبير إلى قراء المنبر الحسيني منذ صغري بعد أن فطنت إلى قضية الإمام الحسين (ع) ومضلوميته على أيدي بني أمية فكان أول نص كتبته في سن الخامسة أو السادسة عشرة يخص هذا الجانب لكنني للأسف لا أحفظه وبعدها بسنة أو أكثر كتبت نصاً قمت بإرساله إلى إذاعة راديو بغداد وبرنامج كتابات شابة وقد تمت إذاعته في عام 1976م كنت أقول فيه:
سمعتُ صوتكِ حنيناً عبر الصحارى
همس في أذني لحناً يقول
تعالَ،اقتربْ..
- لقد جئتُ..
وها أنا ذا..
أشرفتُ على معالمكِ
ولبّيتُ نداءكِ يا مدينة الثوارْ.
كان هذا هو مقطع من النص كما أذكره وكتبت بعده نصوصاً عديدة لم أنشر منها الكثير ومنها ما نشر في الصحف اليومية مثل الراصد والعراق والمجلات الفنية والأدبية مثل فنون والطليعة الأدبية وأذكر نصّاً بعنوان "صيحة بصيحة" قلت فيه:
في عالمٍ لا تنتهي الأقوال فيه
لا تنتهي آمالهُ
أو تمّحي آلامهُ
كلّ الدروبْ
أوغلتُ فيها والقدمْ
يا للقدمْ!
ضيقاً بها من تحتها
فزّ الترابْ..
والأرض من أوجاعها
جاء النّداءْ..
حِلماً بها..
مهلاً عليها يا فتى
قدْ تنكسرْ!،
صاحتْ فصحتُ،
لكنّه القلبُ الذي لا ينفلقْ
صبحاً وليلاً هاتفاً فيَّ انطلقْ
إنّي إلى فتحٍ جديدٍ أحترِقْ
يا جفنَ أمّي والمدى فلينطبقْ
لا بدّ أنّي لم أكنْ
إلّا لأنّي فاعلٌ ما لم يكنْ.
ثائر العلوي قريب من النجف الأشرف عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2012 وهي عاصمة العلم والدين على مدى التاريخ كيف تجد القصيدة قربها من النجف ؟وهل للشعر هنا نكهة خاصة ؟
كانت الإستعدادات تجري على قدم وساق لعقد مهرجان النجف عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2012 وتم عقد العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات والأنشطة الدراسية والبحثية والأدبية تمهيداً لذلك الحدث الكبير ومنها فيما يخص الشعر مهرجان عالم الشعر الأول والثاني الذي فاق بنجاحه وتغنى فيه شعراء من عدة دول بقصائدهم التي تراوحت بين قصيدة العمود والحر والنثر ولكن مع كل الأسف تم تأجيل إقامة مهرجان النجف عاصمة الثقافة إلى أجل غير مسمى تحديداً ورغم ذلك تقام سنوياً مهرجانات شعرية عديدة منها مهرجان الغدير في ذكرى بيعة الغدير والذي سيقام قريباً هذه الأيام وقد شاركت في جزء منه في العام الماضي بقصيدة عن النجف مدينتي الحبيبة التي شهدت فيها أولى شهقاتي لهواء الحياة في هذا العالم وكنت أقول فيها:
شَئٌ مِنْ حُبّـــــــها
نجـفٌ.. نجـفْ
يا رعشة الفؤادِ
حينَ دَقَّ وارْتجَفْ
يا نبعَ علمٍ رائقٍ
لا يَنْضَبُ
العيشُ في أفياءِكِ عبادةٌ
من وحيِ حبٍّ
مـُلـهـِمٍ يـطـّيـَّبُ
بحرٌ هواكِ
و كلّ آتٍ ظامئاً
يهوي إليكِ و يشرَبُ
والحُبُّ يرْتَوي
مِنْ شامِخٍ
لصَرْحِهِ هُوَ الشّرَفْ
أعلى العليُّ ذكرَهُ
كرّارُها إن أحْربَتْ
بكاءُها إن أظلمت
ما همّهُ إنْ أدبَرَتْ
أو أقبَلتْ..
هِيَ بالثلاثِ عندَهُ..
طليقة ما رُجّعَتْ
نَجَفٌ....نجفْ
في ربعـها
يحلو المـُقـامُ و يـُطـلـَبُ
رغـمَ الأسى
رغم الجّراح الموغلات بقلبها
ستظلّ مأوى الرّوح
جذوةً محفوظةً
بين الأضالع و الـعـيـونْ
نَجَفٌ....نجفْ
يا رعشة الفؤادِ
حينَ دَقَّ وارْتجَفْ
الله في أحزانكِ
الله في وجدانكِ
قدْ حانَ مَوْعدٌ
لترتدينَ فيه حُلــّة الفرَحْ
فكبّري وكابري لموعدٍ أزفّْ.
في صفحتك على فايس بوك ومضات شعرية وقصائد وكتابات متنوعة هل يجد شاعرنا فرقا في كتابة الشعر الفايسبوكي اذا صح التعبير وكتابات الشعر الاخرى ؟
لم تعد هناك حواجز تفصل بين الشاعر أو الكاتب والقرّاء بالمعنى السابق كما تعلمون بعد توفّر وسائل الإتصال الألكتروني عن طريق الشبكة العنكبوتية وحديثاً أجهزة الموبايل المتصلة بها فأصبح بإمكان النص الأدبي أن يخترق سبيله مباشرة إلى المتلقي ليحقق تفاعلاً سريعاً وتواجداً يعود إليه بردود قد تختلف أو تتفق مع رؤيته وتبقى درجة حرصه واهتمامه بكتابته هي التي تحدد مدى نجاحه والتفات المعنيين لما يكتبه والفايسبوك هو موقع نجح في استقطاب الكثير من الأقلام المرموقة ومن بين عدة مواقع مجانية متاحة على الشبكة وهذا يغني عن شروط كثيرة كانت في السابق تعيق وصول إسم المبدع إلى الواجهة مثل أجهزة الرقابة والتحرير وعملية الطباعة مما يسبب إبطاء عملية التواصل والنمو الإبداعي وبالنسبة لي أنا لا أطلب لنفسي أي مكسب مادي سريع من وراء الكتابة لأنّها بصراحة ليست مصدراً لعيشي في الوقت الحاضر وكل ذلك طبعاً لا يلغي قيمة الكتابة المطبوعة على شكل كتاب له غلاف يزينه ومع هذا فقد تأثّر المطبوع في يومنا هذا بشكل كبير وملحوظ بعد السرعة الهائلة التي وفرتها عملية التواصل الألكتروني وفي لقاء سريع لي مع السيد الشاعر مهند مصطفى جمال الدين عندما تناقشنا يوماً ما حول هذا الموضوع أكد لي قائلاً أن مكتبتهم الأدبية المختصّة كانت لا تخلو مقاعدها يوماً من الرواد سواءاً في أماسيها الأدبية أو في النهار من القرّاء المهتمين بالمطالعة كهواة أو باحثين أو دارسين وهي مكتبة عامرة بما تجاوز العشرة آلاف كتاب لكننا اليوم نستطيع ببضع ضغطات على لوحة مفاتيح الحاسوب أن ندخل على أي كتاب في دقيقة.
هل الفايسبوك جهة صالحة لنشر كتابات الشاعر ومنشوراته ؟
. طبعاً لا ولكنها تفي بالغرض وهو أضعف الإيمان.
في شعر العراق ألوان كثيرة ومرت من هنا قوافل من الادباء والشعراء على أي شاعر كان ثائر العلوي يستريح وأي قصيدة كان يقرأ ؟
قراءاتي تراوحت بين عدد كبير من شعراء الشعر الحديث في القرن العشرين ومنهم السياب والبياتي وبلند الحيدري وعدد كبير من اللاحقين لهم أيضاً وأهمهم كان الشاعر معد الجبوري في بداياتي ومن الجيل السابق كـ أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والرصافي والجواهري وبالتأكيد مررت بـ إمرؤ القيس والمعرّي والمتنبي.
هناك مواجهة أو ربما حرب بين جيلين من الشعر بين جيلين من الشعراء القيم والحديث أين يجد شاعرنا نفسه ولأي شعر هو ينتصر ؟
أنا مع الشعر الحديث لأنني نشأت عليه أما القديم فقد أصبح من الصعب التواصل معه رغم كونه الأساس الذي لا بد أن ينطلق منه أي شاعر.
نقرأ في صفحتك لوحات شعرية عاشقة هل يستطيع الشعر أن يكتب حقيقة العشاق ؟
البوح والشفافية في شعر العشاق طالما كان الثوب القشيب للشعر العربي قديمه وحديثه فلم لا.
ما هو دور الحب في صياغة القصيدة ؟
إذا طابت النفوس غنّت كما يقال وهي أيضاً تغنّي إذا تألّمت بصوت آخر ومعاني أخرى متفاوتة.
. بين الخيال والواقع والمرتجى أين نضع كتابات ثائر العلوي ؟
كتابات هاو لكتابة الشعر لا يزال لا يعرف كيف يرتدي عباءة الشعر الثقيلة.
هل لدى شاعرنا الاستاذ ثائر أية إصدارات شعرية يمكننا أن نتعرف عليها ؟
لدي ما يربو عن مجموعتين من الشعر لم أتمكن من طبعهما حتى الآن وقد أفعل ذلك عن قريب.
ما هي مساحة عملكم على مستوى الثقافة والأدب هل من نشاطات ثقافية أو أدبية تقومون بها حاليا ؟
أعمل حالياً مع مجموعة من زملائي في العمل الوظيفي كـ عضو للجنة تنسيق وإعداد كتاب موسوعة تعنى بتراث النجف الأشرف ومعالمها التاريخية والسياحية والثقافية العلمية.
كلمة أخيرة تشبه الشاعر ثائر العلوي
بيتان من الشعر أحفظهما للشاعر سعدي الشيرازي
على ظاهري نسجٌ كنسج العناكبِ
و في باطني لدغٌ كلدغ العقاربِ
ومغتمض الأجفان لم يدر ما الّذي
يكابد سهران الليالي الغياهبِ.