أعربت مصادر مصرفية لبنانية لـ”السياسة” عن قلقها الشديد من قيام “حزب الله” باستغلال الجهاز المصرفي اللبناني, على خلفية إعلان وزارة الخزانة الاميركية في العاشر من الشهر الجاري عقوبات بحق أشخاص وشركات تتعاون مع “حزب الله”, هم أدهم طباجة وحسين علي فاعور وقاسم حجيج وشركة الإنماء وشركة ” Car Care Center”.
وأشارت المصادر الى أنه منذ مدة بدأت تتراكم مؤشرات تدل على ضلوع أشخاص ومؤسسات مالية لبنانية بالمساعدة في عمليات تبييض الاموال في سبيل تمويل الإرهاب بشكل عام و”حزب الله” بشكل خاص, وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية المختصة لدرء هذه الظاهرة, فإن العراقيل السياسية المفروضة من قبل بعض الجهات اللبنانية تحول دون استطاعتها القيام بواجبها بشكل كامل.
وكشفت المصادر عن وجود علاقات وثيقة تربط أدهم طباجة بقاسم حجيج, أحد مديري بنك “الشرق الأوسط وافريقيا”, الذي “استقال من منصبه” في أعقاب وضعه على اللائحة الأميركية السوداء, مشيرة إلى أن طباجة استطاع بواسطته تأمين تمويل عمل شركة “الإنماء” لصالح “حزب الله”.
وبحسب المصادر, فإن عدداً من المصارف اللبنانية, من بينها “بيبلوس” و”الشرق الأوسط وأفريقيا” و”لبنان والمهجر”, بدأت باتخاذ عدد من الخطوات التي ستمكنها من مواجهة الإعلان الأميركي ومنع إلحاق أي ضرر بالجهاز المصرفي اللبناني, في مقدمها تجميد حسابات أدهم طباجة وحسين علي فاعور ومنع منحهم أية اعتمادات بعدما تبين أن هذه الحسابات استخدمت لإنشاء بنية تحتية تعمل لصالح “حزب الله” في لبنان والعراق, حيث يمتلك طباجة عدداً من الحسابات المصرفية في العراق لتمويل نشاط “حزب الله” هناك بواسطة شركة “Al ing AndContracting inmaa for Engineering” ولفتت المصادر إلى أن السلطات العراقية بعثت رسائل إلى السلطات اللبنانية تؤكد فيها أن تنوي سحب الموافقات التي أعطيت لهذه الشركة بالنشاط على الأراضي العراقية.
وأشارت المصادر إلى الأهمية القصوى باتخاذ خطوات سريعة ضد الضالعين في عمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتحديداً في لبنان, خاصة أن وزارة الخزانة الأميركية تعمل بجدية لإدراج أشخاص وشركات أخرى تحت طائلة العقوبات بسبب نشاطهم مع “حزب الله” سواء في لبنان أو خارجه. يشار إلى أن “السياسة” كانت قد نشرت على مدى العامين الماضيين أخباراً حصرية ساهمت في كشف منظومة هؤلاء الأشخاص والشركات والمصارف التي تعمل لصالح “حزب الله” وتم إدراجها على لائحة العقويات الاميركية, حيث نشرت في الأول من أيار 2013 خبراً عن شركة ” CARE CAR CENTER” ومديرها حسين علي فاعور, تحت عنوان “حزب الله يستعين بشركات لبنانية لتسهيل تنقل كوادره وتمويل عملياته” .
وفي 26 آب 2013, نشرت “السياسة” خبراً تحت عنوان “بنك لبناني بارز متورط في تبييض أموال لصالح حزب الله ـ توجه دولي لحظر التعامل معه”. وفي الثاني من ديسمبر 2013, نشرت “السياسة” في السياق نفسه خبراً تحت عنوان “إجراءات غربية خليجية ضد بنوك لبنانية لقطع أذرع الاخطبوط المالي لحزب الله”.
المصدر :السياسة