عملية التعذيب في سجن رومية مدانةٌ دينياً وأخلاقياً وقانونياً وتتنافى مع القيم الإنسانية والاتفاقيات الدولية،فالسجون للإصلاح وليس للإساءة،ولكن هل مسجونو رومية تمَّ القبضُ عليهم لأنّهم ناجحون بدرجة الامتياز في مهنتهم وتخصصاتهم العلمية والأكاديمية وبارعون في عالم الاقتصاد والأعمال أم أنّ أكثرهم أميُّون في الدين والدنيا ويخططون للاعتداء على المؤسسات الأمنية والقيام بأعمال يحاكم عليها القانون والأعراف؟
أليس من المعتقلين مَنْ كفَّرَ الجيشَ اللبناني وهدَرَ دمَه ومالَه؟واعتبروا ذلك جهاداً في سبيل الله؟ألا يوجد منهم مَن أطلق فتواه لقتالما يسمهيهم(رافضة وصليبيين) وفرض الجزية عليهم؟وأنَّ مَن خالفَهم من السُنَّة مرتدُّون،؟
فالأصل هو محاكمة مشايخ السُّوء والتكفير الذين ملؤوا قلوبَ الشبابِ جحيماً من الحقد،ويزرعون فيهم الأفكارَ التكفيرية بدل،ويعتلون منابرَ المساجدِ والساحاتِ لِيُجَيِّشُوا الناسَ ضدَّ المؤسسات الأمنية وشركائهم في الوطن وإخوانهم في الإنسانية تحت حجج مظلومية السّنَّة،وإني أراى العمالةَ بادية على وجههم الشاحبة سواداً فكرياً،ولم نسمع صوتَ حناجرهم تندد بقتل عناصر الجيش بأحداث متفرقة،فهناك مسؤولية في أمانة تيار المستقبل ودار الفتوى والدعاةِ العقلاء في حفظ شباب السنَّة من خطباء وأئمة التكفير،حيث أفسدوا علينا ديننَا ووطننا،وعلى الأم أنْ تحفظ ولدها قبل من مكرهم قبل أن نراها وتراه في رومية،لتعلمَ تلك الأم أنّ ولدها تم الضحك عليه بشعارات مذهبية مصطنعة فيثيرون عواطفه ليُقدِمَ على فعلته لِيَقَعَ في شباك القبضة الأمنية وعندها يتخلى عنه المحرِّض،فيا ليتَ الشباب يفكرون ببناء مستقبلهم المهني والعلمي والاجتماعي والاقتصادي، وألاّ يقعوا فريسة الأحزاب التي تتخذ من الإسلام لحافاً لمشروعها التدميري،فلو كانوا مشايخَ رحمةٍ لأرشدوهم للجامعة وللعمل وحب الوطن،ولكنَّ الرابح مما حصل هم تجارُ السياسةِ الدين والمذهبية حيث وأولادُهم في ثَرَاءٍ يتنعَّمُون،فالله سبحانه لم يكن بحاجة إلى مَنْ يدافع عنه بفكر غوغائي إلغائي وأسلوبٍ همجي منفِّر،بل رسالة وحضارة الإسلامِ انتشرَتْ بالحكمة والموعظة والقدوة الحسنة.فكفى استغلالاً لشبابنا المغرَّر به.فخذوا بيده لخير العمل والوطن .