الجديد "دكانة وفاتحة عحسابها"، فمن الحديث عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونجله والرئيس سعد الحريري وغيره انتقلت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، فشنت هجوما عليه متهة إياه بأنه " يقود الجمهورية كلها من القاعدة إلى رأس الهرم ويتحكم رئيس السلطة التشريعية بكل المفاصل السياسية والمالية وتمر الصفقات والسمسرات من المقربين بلا حسيب ولا رقيب فما حاجتنا إلى رئيس بعد ذلك “والبلد ماشي على كف وكيف أستاذ”.وربما تعتبر هذه المرة الأولى التي تنتقد إحدى القنوات اللبنانية في مقدمة نشرتها الرئيس بري.
هذا الهجوم لم يمر مرور الكرام على جمهور ومحبي صمام الأمان للوطن"كما يدعوه مناصريه، فبدأ الهجوم وانهالت على قناة الجديد سيل من الشتائم المهينة والمشينة وتم اتهامها بأنها من تمويل قطري والبعض الآخر انبعث في داخله روح العشق لبري فدافع مذكرا القناة بما قام به الرئيس بري من رفض لصفقات بمليارات الدولارات مع نظام القذافي وتابع بأن ما دفع الجديد إلى مهاجمة الرئيس هو أنه "أغاظ مالك قناة الجديد بعرقلة إحدى صفقاته مع فلول النظام الليبي بقيمة ٧٥ مليون دولار فوظف مقدمة نشرته الإخبارية ليفبرك هجوما" وهميا" وليتهّم الناس بما هو فيه" وقام البعض الآخر بتذكير كاتبة المقدمة بدوره في حفظ الأمن وإدارة الحوار والمحافظة على السلم لافتين إلى أنه الوحيد الذي لا زال يدير مؤسسات الدولة، وهناك من أطلق وسما تحت اسم "كف الإستيذ" ردا على جملة "كف وكيف أستاذ".
لكن ما كان لافتا هو تعليق تضمن هذه الكلمات "يعني بدكن ما تواخذوني يا شباب بس انا شخصيا مع السيد حسن والمقاومة وفهمكن بكفاية"، وكأن هذه الكلمات تخفي في باطنها الكثير من المعاني التي يمكن ان نختصرها بـ"زيادة الاختلافات بين حزب الله وحركة أمل".
إذاً، ربما الحديث عن الصفقة قد يكون صحيحا وربما أيضا استغلت قناة الجديد الإختلافات السياسية بين حزب الله وحركة أمل ،"فلعبتها ذكية" حيث بعد أن خسرت جمهور الحزب خلال مهاجمتها للسيد في إحدى المرات ثم سعيها ومحاولتها لتحسين صورتها التي نستطيع أن نقول أنها نجحت فيها نوعا ما، ارتأت أن تعيد نفسها إلى المرتبة الأولى فعبرت عن امتعاضها من بري،علما أنه هناك تحفظ لديه عن اسم رئيس الجمهورية وبالمقابل الحزب معلنها بوضوح "عون أو لا أحد"، وبذلك استطاعت الجديد من جديد ان تكون النجم الذي أظهر أنه لا زال هناك اختلافات وخلافات في الشارع الشيعي، يستطيع أيا كان استغلالها وكسب فئة من الجمهور لصالحه.
وهنا نستطيع أن نطرح سيلا من التساؤلات المحيرة:هل عادت الجديد إلى حضن الحزب؟ أم تحاول استرضاء جمهوره؟ خصوصا بعد ملاحظة التعليقات على المقدمة نجد أن هناك كثيرون من جمهور الحزب كانوا متحفظين ومنهم كانوا مؤيدين لما ذكر في مقدمة النشرة