لبنان السبّاق بكل المناسبات منتهكاً لا متضامناً ، سيكون له نصيب من يوم السادس والعشرين من حزيران ، هذا اليوم الذي كرّسته الأمم المتحدة لدعم ضحايا التعذيب ، والذي خصص له لبنان مناسبة وهي ، حفل إطلاق أول مركز نموذجي للطب الشرعي والنفسي في قصر العدل - في طرابلس، بدعوة من مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب بمناسبة اليوم العالمي لدعمهم ، في بيت المحامي - المتحف.
لنتساءل هنا ، ومع موجة الفيديوهات المسربة ، والتي ما ظهر منها "كارثة" ، وما خفي " مصيبة" ، كيف يتضامن لبنان مع ضحايا التعذيب ، وسجن رومية هو "خارطة التعذيب" ، فالإنتهاكات التي تفشت بين جدرانه وخلف قضبانه جعلت الكثيرين يذهبون لإعتباره "غوانتانامو لبنان " و "أبو غريب ثاني " .
كما ونتساءل أيضاً ، كيف نطلق مركز نموذجي للطب الشرعي والنفسي ، وما يعانيه المساجين من وقف المحاكمات ، لتعذيب "لا إنساني" ، لإغتصاب ، ومسّ بالكرامات ، هي الشوكة التي قصت ظهر البعير ، غير أن الشوكة هنا هي "جلاد مجرم " ، والبعير "إنسان في محاكم لم تعترف بالإنسانية " ...
لذا لا بد من إستدراك الوضع ، 26 حزيران لن يكون حفلاً بل يوماً مأساوياً نتضامن به مع كل سجين لم يحاكم بسبب حسابات سياسية ، نتضامن به مع كل سجين تعرض للمظلمة لحسابات طائفية ، نتضامن به مع كل إنسان داس "رينجر" على إنسانيته .
كما وفضيحة الفيديوهات تستوقفنا أمام كارثة جديدة ، وهي التشريعات العفنة التي لا تحترم حقوق الإنسان ولا تصونها ، والقوانين البالية التي تنتهك كل يوم بسوط وسباب وكلمات نابية .
وفي هذا الصدد كان لموقع لبنان الجديد اتصال مع رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب ميشال موسى ، للتوقف على الإجراءات التي ستتخذ بعد فضيحة "رومية " ، وللإستقصاء عن التشريعات المطروحة لحماية المساجين .
ومن خلال إتصالنا إطلعنا على تفاصيل الإجتماع الأخير الذي ضمَ وزارة الداخلية والهيئات المدنية وسائر المعنيين ...
وتم توضيح مسألة الحدث في سجن رومية ، كما وأكد لنا أنّ هناك تشريعات تحتاج لتعديل ، وأنهم يسعون لإنشاء الهيئة الوطنية لمناهضة التعذيب .
كما وأشار أنه على كل السلطات المعنية أن تأخذ إجراءاتها للعمل على بناء سجون وعلى تنظيم الأمور ...
وعن سؤاله إن كانت مسألة المعالجة مطروحة سابقاً ، أخبرنا أن موضوع السجن ليس بجديد وأنه كان هناك دوماً طروحات ، غير أنّ "الحدث الأخير " ساهم في تسريع الأمور ، وفي العمل الجاد على معالجة الأزمة .