أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "عندما فجرت كنيسة سيدة النجاة، كان تنظيم "داعش" مجرد تلميذ روضة في معاهد النظام الأسدي العليا للإرهاب والقتل والإجرام"، معتبراً أن "ما يرتكبه التنظيم اليوم من قتل وإجرام، مشابه تماما لما قاساه وعاناه اللبنانيون من نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه لاعوام طوال".
وفي كلمة له خلال توزيع بطاقات الانتساب الى الحزب، أوضح جعجع أنه لم يكن النظام الأمني يسعى للقضاء على القوات كحزب وهيكلية فحسب بل اراد تحطيم صورته أمام الرأي العام، وكان المطلوب رأس لبنان، من خلال قطع رأس "القوات اللبنانية"، مشيراً الى انه كان على النظام الأمني اللبناني الأسدي آنذاك، أن يسعى إلى توجيه ضربة قاصمة للقوات اللبنانية استكمالا لفرض سيطرته على ما تبقى من لبنان الحر، لافتاً الى أنه لقد ظن النظام الأمني السوري- اللبناني أن ذلك سيكون بمثابة نهاية معنوية للقوات قبل أن يكون نهايتها التنظيمية.
وأشار الى أنه كاد النظام الأمني أن يتنفس الصعداء بعد أن جارته الضابطة العدلية وأكثرية ساحقة من القضاة المولجين بالقضية، إلا أن ثمة ما ظهر أمامهولم يكن في حسبانه، لقد رفض جميع ذوي شهداء كنيسة سيدة النجاة، جميعهم تماما كما جميع الجرحى، تقديم أي ادعاء شخصي بحق القوات، معتبراً أن الموقف المشرف لأهالي شهداء كنيسة سيدة النجاة كانت من الاسباب المباشرة التي أفشلت مخطط النظام الأمني.
ودعا الى "تسمية احتفالنا اليوم احتفال شهداء كنيسة سيدة النجاة، ليست القوات غريبة عن كسروان، فكسروان هي معقل القوات وقلعتها، والقوات قوية بكسروان وكسروان قوية بقواتها"، معتبراً أنه إذا كانت "القوات اللبنانية" تحمل تجارباً نضالية كثيرة على امتداد لبنان، فذلك بوحي من تجارب تاريخية كان لكسروان حصة كبيرة فيها، من قرى الجرد والفتوح وكانت المقاومة الشرسة حتى الرمق الأخير لحملة المماليك في العام 1305، ولو تعرفون من قاد تلك الحملة.
ولفت جعجع الى أن "لجميع الشهداء والكسروانيين حكاية واحدة في الكرامة والعنفوان تتجسد في هذه البطاقة الحزبية التي تتسلموها اليوم"، معتبراً أن "التزامكم ما هو إلا مدماك آخر من مداميك هذا البنيان التاريخي العظيم". وراى أن الاستقرار النسبي الذي تنعمت به كسروان أيام الحرب، بفعل ابتعادها عن خطوط التماس جعل منها مركزا لمعظم الأنشطة التي حولت القوات قدوة في التنظيم والعمل السياسي والإعلامي والمؤسساتي الرصين، مشدداً على أن القوات كانت وستبقى في كسروان وسيحرسها أبطالها وفي طليعتهم شهيدنا الغالي سليمان عقيقي.