إنّ حالة الإحباط التي يعانيها الشارع السني ، الذي وجد نفسه فارغاً سياسياً ومحاصراً أمنياً ، ليصبح السني في لبنان معرضاً للتهميش والذل والمظلمة ، هذا الواقع السوداوي الذي حلّ بالطائفة والذي حوّلها لمكسر عصا ، ترافق مع "كف اليد " عن كل سياسي يرفع الصوت لحمايتها ، فمن خالد ضاهر الذي علّق المستقبل عضويته ، لكبارة و المرعبي ، وهما "إسمياً" في تيار المستقبل لا "فعلياً" يظهر الأداء السياسي الهش لهذا التيار والذي إنعكس سلباً على سنة لبنان .
فخط الإعتدال الذي إتخذه نهجاً كل من الحريري وأتباعه ، لا يعني أن نبالغ في المثل ونحكم بقوانين أفلاطونية ، بل علينا ان نظل أرضاً وأن نحاكي مشاكل الشعب الذي يوماً ما صدق عبارة "زي ما هي" وللأسف إنتخبها " زي ما هي " .
إنّ الممارسة السياسية الخاطئة لتيار المستقبل ، صبّت بشكل أو بآخر لمصلحة حزب الله ، الذي إستغل الثغرات بين صفوف تيار الحريري ، وعمل على تعزيزها مضعفاً بذلك إستراتيجيته السياسية ، كما وأدى التخبط داخل التيار بين أسلوب المداهنة مع حزب التي يقودها وزير الداخلية وبين أسلوب التصدي وإثبات الذات الذي يقوده وزير العدل ، هذا " الإنفصام " إضافة ممارسات المشنوق الحازمة في الشمال والمتراخية في الضاحية أدت إلى فقدان الثقة ليس فقط بالحريري ، بل بكل القوى الأمنية وأجهزة الدولة .
ولعل أوضح مثال على ذلك ، ردة الفعل الشعبية في حمل أعلام النصرة وداعش في إعتصام ساحة النور الأخير المندد بالفيديوهات المسربة لعمليات التعذيب الوحشية التي طالت موقوفين بعضهم من طرابلس وعكار ...
اليوم ، طرابلس ليست تحت لواء المستقبل ، لا سياسياً ولا جماهيرياً ، وخط التيار "المغيب" بات عبئاً على أهل الشمال الذين ملّوا حالة الذل والغبن وتداعياتها ، كما ، فاض كيلهم من قيود القوى الأمنية التي لا تستهدف إلا أبنائهم وبدعم مستقبلي ...
فهل يصحو الحريري من غيبوبته السياسية ؟
أم سيظل ، بسكرة "الحوار الميت" مع الحزب ، حتى إنتهاء صلاحيته الشعبية – السنية ؟!
على تيار المستقبل العودة لمدرسة الشهيد رفيق الحريري ، وإتخاذ موقفاً واضحاً يعيد للسني كرامته ويحمي حقوقه في ظل دولة ، وتحت قوانين تحميه لا تتحامل عليه !