لم يكن يدري سالم زغيب بأن ضبط حزام الأمان سيأخذ منه حياته. سالم زغيب إبن بلدة كفردبيان الكسروانية والذي يعمل كسائق سيارة أجرة، يصفه الاصدقاء بأنه الشخص الأكثر مرحا وطيبة يمكن مصادفته في الحياة، وهو صاحب نكتة دائما والضحكة لا تفارق وجهه البشوش.
سالم كان يوم الإثنين يعمل على سيارة الاجرة التي يعتاش منها، في بيروت، فأوقفه حاجز لقوى الامن الداخلي، وسطر محضر ضبط بحقه لأنه لم يكن يضع حزام الأمان. سالم حزن كثيرا وعاد الى المكتب الذي يعمل فيه في جعيتا، وكان وجهه شاحبا، وأخبر الجميع بما حصل معه وأعرب عن حزنه الشديد وبأن “الضبط أتى في غير وقته ولديه إستحقاقات مالية أخرى، وانها من المرة الأولى التي ينسى فيها وضع الحزام”.
وبعد المغادرة أتى الخبر كالصاعقة على الزملاء في العمل، سالم إنفجر قلبه لشدة حزنه ومات… شرايينه لم تتحمل “الزعل”، لأنه يعمل طوال النهار وطوال الليل ليكسب بعض المال ليعيل عائلته، وأتى محضر الضبط لينسف له ما جناه في أسبوع كامل.
قوى الأمن الداخلي قامت بواجباتها على أكمل وجه، وهي مشكورة على كل ما تقوم به، فهي في النهاية تطبق القانون، ولكن بالرغم من صحته الجيدة واجرائه فحوص دورية، قلب سالم لم يتحمل قيمة الضبط العالية.