أحيانا قد تشعرين أن طفلك الذي لم يدخل المدرسة بعد يخرجك عن شعورك بتصرفاته وسلوكياته، ولكن يجب عليك ألا تقلقي وتأكدي أنك لست وحدك وأن كل الأمهات ينتابهن هذا الشعور.
على كل أم أن تعلم أن الطفل ما قبل دخول المدرسة يريد تجربة الشعور الجديد بالحرية والاستقلال، ولكنه أيضا في نفس الوقت يبحث عن حب واهتمام أهله والأشخاص المقربين منه.
إن الطفل فى المرحلة العمرية ما بين ثلاثة وخمسة أعوام تكون تربيته والتعامل معه أمورا ليست سهلة على الإطلاق، مع الوضع في الاعتبار أن تلك الفترة بالنسبة للأهل بصفة عامة وبالنسبة للأم على وجه الخصوص تكون فترة مليئة بالتوتر والضغوطات والإحباطات فيما يتعلق بتربية الطفل والتعامل معه. يجب على كل أم أن تعلم بصفة عامة أن هناك بعض الأخطاء الشائعة التي قد ترتكبها الأم فيما يتعلق بتربية الطفل والتعامل معه، ولكن عليها ألا تقلق وتتوتر من هذا الأمر لأن هناك مجموعة من الحلول والنصائح التي من شأنها أن تساعد الأم فى التعامل مع تلك المشكلة أو العمل على تفاديها.
إن النظام والاستمرارية والانتظام من الأمور الشديدة الأهمية في حياة الطفل، ولذلك على الأم أن تعلم أنها إذا لم تكن منتظمة فى الروتين الذى تضعه للطفل، فإن الطفل بالتالي قد يشعر بالتوتر ويبدأ فى التعبير عن هذا الأمر بالصراخ ونوبات الغضب، واعلمي بكل بساطة أنك إذا سمحت للطفل مرة أن يقوم بأمر ما ورفضت في مرة أخرى فإن الطفل لن يكون قادرا على التعامل مع الوضع وفهم الموقف والأمور المختلفة. وعلى سبيل المثال فإن الطفل لن يكون قادرا على فهم السبب وراء سماح أمه له باللعب في الحديقة لمدة عشر دقائق بعد المدرسة ولماذا فى مرة أخرى ترفض هذا الأمر تماما. ويبقى الحل فى أن تكوني منتظمة فى تصرفاتك مع الطفل وفى التعامل معه سواء كان الأمر متعلقا بطريقة التربية أو عادات النوم أو روتين ومواعيد تناوله للطعام. وبصفة عامة فإذا كان روتينك للطفل منتظما والطفل نفسه يتصرف بطريقة جيدة فهذا يعنى أن الأمور تسير على ما يرام.
قد يكون من السهل عليك أن تقومي بالتركيز على الأفعال السلبية التى يقوم بها طفلك مثل الصراخ فى وجهك وفى نفس الوقت قد تجدين نفسك تتجاهلين الأمور الإيجابية التي يقوم بها الطفل، مع الوضع في الاعتبار أن الأهل عادة ما يميلون ناحية التركيز على الأمور التى لا يريدون لأبنائهم أن يقوموا بها. وفى تلك الحالة السابق ذكرها فسيكون عليك أن تحاولي التركيز أكثر على الأمور الإيجابية التى يقوم بها الطفل، وبعد ذلك يمكنك أن تقومي بمكافأته على هذا السلوك الإيجابي، مع الوضع في الاعتبار أن المكافأة يمكن أن تكون عبارة عن ثنائك عليه أو إعطائه حضنا. وعلى سبيل المثال يمكنك أن تقولي لطفلك إنك معجبة بالطريقة التي جلس بها بهدوء يستمع لكلامك أو أنك معجبة بطريقة تعامله مع أصدقائه. فى بعض الأحيان قد تجد الأم نفسها تحاول التعامل مع الطفل بطريقة منطقية وهو ثائر وفى قمة غضبه، ويجب أن تعلمي أن تلك الطريقة لن تكون مجدية على الإطلاق، ولذلك فسيكون عليك توقع الأمور التي قد تجعل الطفل يغضب أو يشعر بالملل مثل الجوع والإرهاق.
إن تذمر طفلك الدائم قد يدفعك أحيانا للشعور بأنك تريدين الاستسلام لتذمره المستمر لذلك سيعمل الطفل على استغلال هذا الأمر دائما في أي موقف، فإذا كان سلوك طفلك ليس عنيفا سيكون من الأفضل أن تتجاهليه تماما. لا تسمحي لجدول طفلك بأن يكون مزدحما بصفة مبالغ بها لأن الطفل بهذا الشكل يكون غير قادر على الحصول على كفايته من الراحة، وخاصة أنه يحتاج للراحة في مرحلة ما قبل دخول المدرسة.