ملف شريط تعذيب المساجين في روميه افتتح جولة سجالية جديدة بالغة الحساسية نسبة لطابعها الطائفي المذهبي الذي الهب الشارع اما اجتماع السرايا الحكومي الذي جمع الى رئيس الحكومة الوزيرين اشرف ريفي ونهاد المشنوق ومدعي عام التمييز ومدير عام قوى الامن الداخلي فأنهى اثارة القضية بتحديد مسارات المحاسبة والابتعاد عن التحريض الذي يضر بالأمن الداخلي والبلد.
وانشغلت وزارة الداخلية التي انكب وزيرها نهاد المشنوق على معالجة التداعيات ميدانيا لاحتواء مفاعيلها السلبية، فزار سجن روميه واختلى بالمساجين الذين تعرضوا للضرب وظهروا في الشريط المصور، معلنا، انه مستعد للاستقالة اذا كانت الخطوة تمنع التطرف في لبنان".

وابعد من الحادثة في حد ذاتها، وما حمل مضمونها من تعامل "وحشي" مع المساجين، فان دائرة التساؤلات حول الاهداف والتوقيت والجهات المسربة للشريط توسعت الى درجة كبيرة، راسمة علامات استفهام حول الجهة المستفيدة وهل هي في اطار صراع داخلي محدد في الزمان والمكان ام انها أبعد من ذلك باشواط وترقى الى مستوى اشعال فتنة مذهبية عجزت عنها كل المحاولات حتى الساعة ووضع حوار المستقبل- حزب الله سدا منيعا في وجهها. فيما اكد وزير العدل اشرف ريفي لـ"البلد" ان الذين سربوا التسجيل جار التحقيق معهم، لافتا الى ان الجهود اليوم منصبة نحو التهدئة، هكذا كان في طرابلس من خلال جولة الوزير ريفي في الشارع والمواقف التي اطلقها. وقال ريفي قبيل الاجتماع الامني برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي ان من صور الأشرطة ووزعها اصبح معروفا ونحن لن نساوم او نتهاون وذاهبون في التحقيقات حتى النهاية.
الرئيس سلام وصف ما ارتكب بحق السجناء بانه عمل مشين وغير أخلاقي، وطلب من الأجهزة القضائية والأمنية المضي في تحقيقاتها بكل مهنيّة وشفافيّة لمعرفة تفاصيل ما جرى وتحديد المسؤوليات.
وعلى وقع موجة استنكار عارمة في الوسطين الشعبي تجلت في قطع الطرق والسياسي عبر بيانات الادانة لانتهاك ابسط حقوق الانسان والمطالبة بإجراء تحقيقات شفّافة لتحديد هوية المسؤولين، تسارعت وتيرة الاتصالات على اعلى المستويات في الداخل للجم مفاعيل الحادثة ومنع تحقيق اهدافها.

ولم تقتصر مفاعيل تسريب الشريط على الداخل، اذ تعدته الى ملف العسكريين المخطوفين الذي يكاد لا يسلم من اي واقعة تتصل بملف سجن رومية. وفي وقت تعقد اللجنة الوزارية لملف العسكريين المخطوفين اجتماعا غدا لمتابعة البحث في القضية بعدما تلقى الاهالي رسائل تهديد من "التنظيم" توعد فيها بمعاملة أولادهم كما يعامل الاسلاميون في روميه، معلنا ان باب الزيارات الذي كان سيفتحه "أمير المؤمنين" امام الاهالي للقاء ابنائهم اقفل، قال الناطق باسم الاهالي حسين يوسف ان هذا الشريط اثر بشكل سيئ جدا على الملف، وانقلب تهديدا.