في كل معركة هناك "رابح" و"خاسر" وهناك ضحية. وبغض النظر عن المنتصر والمهزوم في معركة "مقاطع الفيديو المسربة من داخل سجن روميه... وبعيدا عن التحاليل السياسية التي اعقبت ظروف نشرها، وما ورائياتها... وقفزاً عن البعد الانساني الذي تحمله مشاهد هاربة من زمن الوصاية... هناك دائماً "كبش محرقة" وشماعة ليست بوهمية تأتيها الاحداث متسارعة لتتعلق بأطراف هدها طول الانتظار.
هناك اهال وجدوا انفسهم، وكالعادة، يلجأون لصقيع الطرقات، عله يبرد نيران قلوب لها نصيبها من الالتهاب مع كل خضة، لها علاقة من قريب او من بعيد بملف المخطوفين العسكريين لدى تنظيمي "جبهة النصرة" و "داعش".
فقام اهالي العسكريين المخطوفين بقطع طريق راشيا، المصنع، الجنوب، عند مثلث ضهر الاحمر راشيا "احتجاجا على تعذيب موقوفين اسلاميين في روميه"، وذلك بعد ان تلقى الاهالي رسالة تهديد مباشرة يوم امس من قبل "الدولة الاسلامية"، وتضمنت الرسالة ما يلي:
"والله لن تروا منا الا البأس الشديد على ابنائكم، والله لنعاملنهم كما تعاملوا اسرانا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نكلوا بالمثل. وحكومتكم نكلت بإخواننا والله لننكل بأبنائكم. هذه رسالة موجهة من الدولة الاسلامية، اوصلوها لحكومتكم، قولوا لهم ابشروا بما يسوءكم يا كفار، والله لنبعث المفخخة تليها المفخخة، فصبرنا بما فيه الكفاية". وتتابع الرسالة بالعزف على اعصاب الاهالي "البارحة كان هناك امر بالزيارات لأبنائكم بعد ان وافق امير المؤمنين عليها، ولكن بعد هذا الفعل الشنيع الذي ارتكبته حكومتكم، ابشروا بالجلد وقطع الرؤوس". وتعاود الدولة الإسلامية في رسالتها التشديد على الطلب من الاهالي ايصال الرسالة للحكومة اللبنانية.
وتعقيبا على هذه الرسالة يؤكد نظام مغيط، شقيق المعاون الاسير ابراهيم مغيط، بأن "من ليلة البارحة وحتى الان لم يغمض جفن للأهالي، الذين يعيشون مأساةً على وقع التهديد ". مشيراً الى ان "الاهالي ناشدوا من يستطيع التدخل " وصولاً "لتقبيل الايادي " ولكن "ما من مجيب ".
ويؤكد بدوره الناطق باسم لجنة أهالي العسكريين اللبنانيينالمخطوفين لدى تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة حسين يوسف ل"لبنان الجديد" بأن "حال من القلق والخوف تسود اهالي المخطوفين بعد تسريبات افلام التعذيب بحق مساجين اسلاميين في روميه، وبعد رسائل التهديد التي وصلت للأهالي ".
وعن اعتصام "ضهر الاحمر " يوضح يوسف بأنهم اضطروا لانهاء الاعتصام بعد ساعات "كون معظم المعتصمين كانوا صائمين" ما دفعهم الى فكه قبل الافطار.
لافتاً الى ان اعتصامات ليل امس في كل مناطق لبنان، كانت "بالتنسيق مع الاهالي وفي اغلبها كان هناك جزء من اهالي المخطوفين مع المعتصمين".
نافيا بأن تكون هذه الاعتصامات فقط من اجل ضمان سلامة ابنائهم، بل هي "تصب في خانة الاعتراض والرفض للممارسات الظالمة بحق موقوفين في سجن روميه، ونحن بغض النظر ان كنا من اهالي المخطوفين ام لا، ما كنا لنقبل بمثل هذه التصرفات البعيدة عن الانسانية والاخلاق والدين والرحمة".
وفي اطار التحركات القادمة لأهالي المخطوفين العسكريين يقول يوسف "ربما يكون هناك تحركات اخرى، لكن هذا مرتبط بكيفية محاسبه فاعلي هذه الجريمة".
وبالنهاية يبقى السؤال الى متى سيستمر اهالي العسكريين بالعيش ما بين مد وجزر الاحداث المحلية والإقليمية؟؟ والى متى سيستمرون بدفع فواتير شقاء، عالية الكلفة، ما عادت اعصابهم تقوى على تسديدها؟؟!