هل يؤدي شريط فيديو الى فتنة في بلد يعيش على حافة الهاوية؟ الجريمة حصلت في سجن رومية، فيها انتهاك لكل المعايير الاخلاقية والانسانية في التعامل مع السجناء، والمتهم على غير عادة هو السجان اي عناصر في قوى الامن الداخلي، والذي تصدى للمشكلة وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعلن بكل جرأة تحمل المسؤولية ورفض استغلال الحادثة سياسياً.
لكن السؤال ليس عن المتهمين وقد تم توقيف سبعة منهم حتى ليل أمس، وانما عن المصور داخل السجن، وعن هوية الذي أفاد من الشريط ليبثه بعد شهرين من حصول الحادثة، وأخيراً عن مشكلة السجون في لبنان. الاخبار والشائعات لفت الحادثة، منها ما ركز على تصفية حسابات مع وزير الداخلية، ومنها ان الشريط رد على تأجيل تسريح المدير العام لقوى الامن الداخلي، وأخرى رأت في افتعال الحادثة بهذا التوقيت رداً على قبض فرع المعلومات على عناصر حزبية ساهمت في خطف ضابط سوري في لبنان.
واذا كان الاهالي تحركوا في أكثر من منطقة ليلاً لاقفال الطرق والاعتصام، فقد نشطت حركة اتصالات واسعة لضبط ردات الفعل، ومنع الانجرار الى توترات في الشارع، مع وعود بتحسين ظروف السجناء ومحاكمة المسؤولين على كل المستويات. وتخوف مصدر وزاري من ان يكون هدف الشريط فرض ظروف عيش مماثلة لما كانت اوضاع السجن قبل تسلم المشنوق وزارة الداخلية ومحاولته ضبط ما كان يسميه تكرارا ً"إمارة رومية".
وعلمت "النهار" أيضا أن الوزير المشنوق تلقى من السجناء لائحة بعشرة مطالب تمت الموافقة على ثمانية منها، فيما تحفظ عن مطلب يتعلق بزيارات من دون حدود ورفض مطلب يتعلّق بإعادة عدد محدود من السجناء من سجن الريحانية التابع للشرطة العسكرية بسبب ممارسات تحريض إرتكبها هؤلاء ولا مكان في سجن رومية لاستيعابهم.
وفي اطار المتابعة، علمت "النهار" أن رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام إتصل بوزير الداخلية بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده امس للاعلان عن التدابير التي اتخذت قضائياً ومسلكياً في حق المتورطين في الاعتداء على السجناء كما ظهر في التسجيلات المسربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعود الى شهرين سابقين. وقد أثنى الرئيس سلام للوزير المشنوق على التدابير المتخذة، كما تلقى المشنوق إتصالات من الرئيس سعد الحريري الذي أعرب عن تقديره لسرعة تحرك وزيري العدل والداخلية لملاحقة هذه القضية وكشف ملابساتها، وقال: "إنني على ثقة بأن الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق لن يكترثا لبعض الأصوات المزايدة التي تحاول استغلال قضية محقة لتحقيق مآرب سياسية ضيقة في هذه الظروف".
وعلم انه سيكون لوزير الداخلية تحرك اليوم في السجن للاطلاع من ثلاثة سجناء على وقائع ما جرى في انتظار جلاء التحقيق القضائي الذي بدأ مع عسكريين ظهرا في الشريط المصوّر. وشكر المشنوق أهالي الموقوفين على البيان الذي أصدروه ودعوا فيه الى التعقل. وكشف عن مزيد من الخطوات التي سيبدأ تطبيقها لتحسين ظروف السجناء، متعهداً ألا يكون "شاهداً أو شريكاً" في الارتكابات التي ارتبط بها أفراد في قوى الامن الداخلي، مشدداً في الوقت نفسه على أن لهذه المؤسسة الامنية "معنوياتها ومسؤولياتها ولم تقصّر في واجباتها بفضل شرفاء وأبطال وشباب يلتزمون القانون".

ملف العسكريين
على صعيد آخر، علمت "النهار" أن رئيس الوزراء سيرأس غداً الثلثاء اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف المخطوفين العسكريين في ضوء التقدم الذي أحرزته الاتصالات حتى الآن. وأبلغت مصادر وزارية مشاركة في اللجنة "النهار" أن الجانب اللبناني أنجز ملف التبادل مع "جبهة النصرة" من إجل إطلاق 16 عسكرياً تحتجزهم الجبهة مقابل ملف 16 سجيناً في لبنان بينهم ثلاث نساء. وأوضحت أن لبنان ينتظر الخطوة التالية من الوسيط القطري الذي يتولى الوساطة مع "النصرة".

 

الحكومة والمجلس
في غضون ذلك، قالت المصادر نفسها إن الرئيس سلام سيوجّه حتما دعوة الى انعقاد مجلس الوزراء يوم الخميس من الاسبوع المقبل بعد مرور أربعة أسابيع على الشلل الحكومي "إنطلاقا من صلاحياته كرئيس لمجلس الوزراء والتي لن يقبل بالتفريط فيها أبداً".
وقد ردد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره انه لا مبادرة حتى الآن تساعد في شق الطريق أمام الازمات السياسية في البلد "بسبب تمسك اطراف بمواقفهم وعدم تزحزحهم عنها".
وأضاف: "الحل بالعودة الى الدستور أي الى الكتاب كما قال الرئيس الراحل فؤاد شهاب. وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها وتجتمع لتسيير حياة المواطنين والملفات المالية والاقتصادية التي تنتظرها. والمطلوب ان تفتح دورة استثنائية لمجلس النواب. و هناك الكثير من القضايا والمشاريع الملحة والمستعجلة التي ينبغي المصادقة عليها مثل القروض والهبات المالية".
وسئل عن توافر النصاب، فأجاب: " لا داعي للقلق، النصاب مؤمن والميثاقية متوافرة في مجلسي الوزراء والنواب . وسياسة أنا أو لا أحد لا تخدم البلد".

طلاب "التيار" و"القوات"
وبعيداً من التوتر، اجواء ود وتعارف ومصارحة بين طلاب "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في حريصا، وفاجأهم بحضوره رئيس "القوات" سمير جعجع، اضافة الى النائب ابرهيم كنعان من "التيار"، ومسؤول التواصل في القوات ملحم رياشي.