منذ أكثر من عامين تشهد مدن إيرانية يقطنها جالية أفغانية، من أمثال مشهد وقم وطهران وشيراز، تشييع قتلى في الحرب السورية، بحضور مكثف من الأفغان، وسط نفي الإعلام الرسمي كون القتلى من الأفغان، مما أصار استغراب المواطنين، حيث أنّ صور القتلى كانت غاية في الوضوح بأنهم أفغان وليسوا إيرانيين.
ومع تزايد عدد القتلى منذ عام، أي بعد إحتلال الموصل، وثمّ ارتكاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جرائم بشرية من قطع رؤوس هنا وإحراق نفوس هناك، لم يجد الإعلام الرسمي الإيراني، حرجاً من الإعتراف بهويتهم الأفغانية، فضلاً عن أنّ باكستانيين شيعة، التحقوا بصفوف المجندين للقتال في سوريا، وقتلوا خلال المعارك بسوريا، وتمّ تشييع عشرات منهم في مدينة قم، تحت عنوان شهداء الدفاع عن حرم السيدة زينب.
بينما تعاني إيران، من مشكلة البطالة التي تشكل العقوبات الدولية والأميركية، احدى أسبابها الرئيسية، ولكنها حريصة على حل مشكلة البطالة عند الشباب الشيعة الأفغان، عبر تجنيدهم وتدريبهم للمشاركة في الحرب السورية دفاعاً عن النظام.
بدأت إيران بتجنيد لاجئين أفغان وإرسالهم إلى سوريا منذ أكثر من عامين، لقاء رواتب تفوق 500 دولاراً شهرياً، وإعطاء الإقامة لهم ولعوائلهم والسماح بتسجيل أولادهم في المدارس الحكومية وتقديم معونات أخرى .
وتلك المحفزات كانت كفيلة بإلتحاق آلاف من الأفغان، الذين قررت إيران منذ سنوات بتسفيرهم إلى بلدهم، بعد ما استقرت الأوضاع الأمنية في أفغانستان.
وبينما كانت الحدود الإيرانية خلال سنوات، تشهد يومياً رحلات تسفير للأفغان المقيمين في إيران، مكرهين إلى بلدهم، فإنّها اليوم تشهد رحلاات الهجرة من أفغانستان إلى إيران، للتهيؤ للذهاب إلى سوريا والجهاد من أجل الدفاع عن المقامات الدينية.
خلال الأشهر الأخيرة، بثّت جماعات إرهابية تقاتل النظام السوري، أفلاماً لعدد من أسرى أفغان، اعترفوا بأنّهم تمّ تجنيدهم من قبل الحرس الثوري الإيراني.
لم يعد الحرس الثوري ينفي تجنيد هؤلاء الأفغان أو باكستانيين، وإرسالهم إلى سوريا، ولكن يرى بأنّهم متطوعون وليسوا مجبرين، وأيا يكن الحال، فإن تأمين فرصة معيشية أفضل للعوائل - من الحصول على حق الإقامة ورواتب مغرية- يشكل الدافع الرئيس للكثير من شباب أفغان للذهاب ‘لى الأراضي السورية والدفاع عن نظام الأسد، وفي الحقيقة هم ضحايا عوائلهم قبل أن يكونوا ضحايا الحرب السورية.